كاتب أفغاني يعلنها صراحةً: وحدة الشيعة والسنة ضرورة مصيرية وليست خيارًا
نشرت شبكة “أفغاني فويس Afghani Voice” الإخبارية الأفغانية، مقالاً افتتاحياً بقلم الكاتب المحلي “محمد إسحاق أميري”، والذي دعا من خلاله إلى الوحدة بين الشيعة والسنة في بلاده.
وعرّف “أميري” عن نفسه في المقال الذي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إنه “شاب سني ينحدر من قبيلة الهزارة الأفغانية، إلا أن أجداده كانوا من المسلمين الشيعة”، مؤكدًا أن هذه الخلفية التاريخية علمته أن الجذور المشتركة بين المسلمين تتجاوز كل الفروقات الطائفية.
وأضاف كاتب المقال، أن “المسلمين هم أمة واحدة”، داعيًا من أعماق قلبه إلى التمسك بوحدة الإسلام التي أكّد عليها القرآن الكريم ورسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم”، مستشهداً بقوله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)، والتشديد على أهمية الابتعاد عن الفتن الطائفية التي مزقت الأمة.
وأوضح الكاتب أن الشيعة والسنة يشتركون في الركائز الأساسية للدين، بدءًا من الإيمان بالله الواحد ونبوة الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم” والقرآن الكريم، وصولًا إلى العبادات الكبرى كالصلاة والصيام والحج إلى بيت الله الحرام، مشيراً إلى أن القيم الأخلاقية مثل العدالة والرحمة ومساعدة المحتاجين، توحد الطرفين أكثر مما تفرق بينهما.
وتساءل “محمد إسحاق أميري” في سياق مقاله، “لماذا نسمح للاختلافات الثانوية أن تفرقنا، بينما تجمعنا قواسم عظيمة؟”، مشيرًا إلى أن الفرقة بين المسلمين ليست إلا نتيجة سوء الفهم، والتحيزات العرقية، والتدخلات الخارجية، مع التأكيد على إن “أعداء الإسلام استفادوا من هذه الانقسامات، فضعفت الأمة وتعمقت جراحها”.
وللتغلب على هذه الفجوة، دعا “أميري” إلى إطلاق حوار صادق بين علماء الشيعة والسنة، مؤكدًا أن مثل هذه النقاشات يمكنها إزالة سوء الفهم وتقريب القلوب، كما ناشد الشباب إلى لعب دور رئيسي في تعزيز الوحدة، مشددًا على أهمية تعريف الأجيال القادمة بالقيم الإسلامية المشتركة، بعيدًا عن التعصب والطائفية.
واختتم الكاتب مقاله بالتذكير على أن الوحدة بين الشيعة والسنة ليست مجرد واجب ديني، بل ضرورة إنسانية واجتماعية، مؤكدًا أن التكاتف والعمل المشترك يمكن أن يبني أمة قوية وقادرة على مواجهة التحديات.