حيدر آباد تتزين بحب آل البيت.. فعاليات مذهلة ومواكب تخلد الشهر الحرام
بالتزامن مع حلول شهر رجب الأصب، الذي يُعد الشهر السابع في التقويم الهجري وأحد الأشهر الحرم في الدين الإسلامي، اكتست المدينة القديمة في ولاية “حيدر آباد” التاريخية الشهيرة، بحلّة من الفرح والنشاطات المميزة.
هذا الشهر الذي يحمل مكانة روحية عالية في المجتمع الإسلامي حول العالم عموماً وفي هذه الولاية الهندية ذات الأغلبية السكانية الموالية لآل البيت الأطهار “عليهم السلام”، يحتضن ضمن أيامه المباركة، سلسلة من المواليد الشريفة للأئمة المعصومين “عليهم السلام”، والمناسبات الدينية والثقافية التي تجذب المئات من الزوار والسائحين.
ففي يوم الثلاثاء وحده، والمصادف الـ (13) من شهر رجب، خرجت عدة مواكب احتفالية لتكريم ذكرى ميلاد الإمام علي “عليه السلام”، حيث اختتمت هذه المواكب مسيرتها عند مقام “مولى علي” في منطقة “مالكاجيري”، وسط أجواء غامرة بالإيمان والبهجة.
وفي تصريح خاص، قال رئيس “مؤتمر الشباب الشيعي”، السيد “حامد حسين جعفري” إن شعيرة تقديم الموكب عند الضريح يعود إلى قرون طويلة، وهو جزء من تراثنا الغني”، فيما سيكون الحدث الأبرز التالي، يوم الجمعة، حيث ستنطلق مواكب “سندل” من مختلف أنحاء المدينة متوجهة إلى مقام “مولى علي” ذو الشعبية الجماهيرية الكبيرة لدى أبناء ولاية “حيدر آباد”.
وضمن هذا الإطار، فقد أوضح السيد “مجتبى حسين عبيدي”، أحد وجهاء المجتمع المحلي، أن “موكب (سندل) يحمل رمزية خاصة، حيث يتم حمل عجينة الـ (سندل) وتقديمها كعربون تكريم وبركة عند المقام في الساعات الأولى من صباح السبت القادم، حيث يعدّ هذا الطقس جزءاً لا يتجزأ من احتفالاتنا”.
وتذكر المصادر التاريخية، أن مقام “مولى علي” يقع على تل عالٍ في بلدة “مالكاجيري”، ويعود تاريخه إلى عهد السلطان “إبراهيم قطب شاه”، الحاكم الثالث لمملكة “غولكوندا”، حيث يُقال إن أحد المؤمنين والمدعو “مالك ياقوت”، كان قد اكتشف بصمة يد يُعتقد أنها للإمام علي “عليه السلام” مطبوعة على الصخر، وبناءً على ذلك، فقد أمر السلطان بإنشاء الضريح، الذي أصبح منذ ذلك الحين مقصدًا للزوار ومركزًا للفعاليات الدينية.
يذكر أن من بين القائمين على المقام الشريف، هو “زوار ساوند”، المعروف كأحد أشهر المزخرفين المحليين، حيث يتولى سنويًا أعمال إنارة المقام بحب وإخلاص، فيما أعلن “عزمت جعفري”، أحد قادة شباب الشيعة أنه “بالتزامن مع الترتيبات التي وفّرتها السلطات المحلية لتسهيل الاحتفالات، فإن الشهر بأكمله، سيشهد إقامة فعاليات متنوعة تعكس روح الشهر وأهميته الدينية البالغة”.