خطبة الوداع النبوي باللغة الصينية.. مسجد غير مألوف لمشهد العبادة التقليدي في ماليزيا
في مشهد غير مألوف، يفتح مسجد ذو طراز معماري صيني أبوابه للمصلين في ولاية “سيلانجو”ر الماليزية، حيث أثار الدهشة بدمجه بين الروحانية الإسلامية والفنون الصينية التقليدية.
هذا المسجد، الذي يبدو كأنه معبد صيني بفضل تصميمه المستوحى من فنون “الباغودا”، يجسد تأثير المسلمين الصينيين المتزايد في ماليزيا، لكنه يكشف أيضًا عن حدود صارمة تفرضها الهيمنة الثقافية الملايوية.
عند مدخل المسجد، تستقبل الزوار لوحة صينية تقليدية منقوش عليها “خطبة الوداع” للنبي الأكرم محمد “صلى الله عليه وآله”، مكتوبة باللغة الصينية، وفي الداخل، يمتزج جمال النقوش الصينية بساحات مستوحاة من الحدائق الإمبراطورية، مما يعكس محاولة للمزج بين الإرث الثقافي الصيني والعقيدة الإسلامية.
وعلى الرغم من الاندماج الثقافي الواضح، إلا أنه لا تزال الثقافة الملايوية المهيمنة تضع شروطًا واضحة لهذا التنوع، إذ يُسمح للمسلمين الصينيين بالاحتفاظ ببعض عناصر تراثهم، طالما أنها لا تتحدى أولوية الهوية الإسلامية الملايوية.
وفيما يخص المساجد ذات الطراز الصيني، مثل مسجد “كلانج”، فإنها تُعد نادرة ولكنها ملفتة، وهي تسلط الضوء على التأثير التاريخي للإسلام في الصين، وإلى جانب ذلك، ظهرت موجة من المطاعم الصينية الإسلامية التي تحظى بقبول واسع بين المسلمين الملايو، بفضل التزامها بالمعايير الحلال، مثل مطاعم “محمد تشاو” و”محمد تشان”.
وعبر منصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك”، يبرز مؤثرو المسلمين الصينيين في ماليزيا، مثل “شعيب”، و”مجين”، و”شوانغ يي”، لتعزيز التنوع الثقافي الإسلامي، إلا أن هذه المحاولات لا تسلم من النقد، حيث أثارت بعض الآراء المخالفة للمعايير الإسلامية الملايوية التقليدية، جدلًا واسعًا، مما يعكس هشاشة قبول هذا التنوع.
في حين يُنظر إلى هذا التنوع على أنه فرصة دعوية جذابة، إلا أنه يبقى محدودًا ضمن إطار الثقافة الملايوية، فالأنشطة التي تحتفي بهذا التداخل الثقافي، مثل مهرجانات الطعام الإسلامي الصيني أو الاحتفال بالسنة الهجرية، تُعتبر خطوات محسوبة لا تُهدد الهيمنة الثقافية.