الأمم المتحدة: تصعيد النزاع في اليمن يهدد استقرار المنطقة ويزيد المعاناة الإنسانية
أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن الحاجة إلى معالجة الأزمة اليمنية أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، مشددًا على أن استقرار المنطقة مرتبط بشكل مباشر بإحلال السلام في اليمن.
في إحاطته أمام مجلس الأمن يوم الأربعاء، حذّر غروندبرغ من تصعيد جديد على العديد من الخطوط الأمامية في اليمن، مما يهدد بإهدار المكاسب الأمنية التي تحققت منذ هدنة عام 2022. وأوضح أن الشعب اليمني، الذي يقترب تعداده من 40 مليون نسمة، ما زال ينتظر إنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من عقد، داعيًا الأطراف المتحاربة إلى خفض التصعيد والعمل بجدية لتحقيق السلام.
كما أعرب غروندبرغ عن قلقه البالغ بشأن التدهور الاقتصادي المستمر الذي يزيد من معاناة الفئات الأكثر هشاشة في اليمن. وشدد على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الموظفين الأمميين والمعتقلين تعسفيًا، استجابةً لدعوات منظمة الصحة العالمية المتكررة.
وفي سياق متصل، أشارت جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، إلى تزايد الهجمات على البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الغارات الجوية التي استهدفت ميناء الحديدة ومطار صنعاء، مما يزيد من صعوبة تلبية الاحتياجات الأساسية لملايين اليمنيين.
وأوضحت مسويا أن 17 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مما يؤدي إلى تفاقم سوء التغذية، حيث يعاني نصف الأطفال دون سن الخامسة من التقزم. وأضافت أن الوضع الإنساني يزداد تدهورًا مع ارتفاع عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية والحماية ليصل إلى 19.5 مليون شخص في عام 2025، بزيادة قدرها 1.3 مليون مقارنة بعام 2024. كما أكدت أن انتشار الكوليرا يفاقم الأزمة الصحية، مشيرة إلى الحاجة الماسة إلى تمويل كامل للعمليات الإنسانية لضمان تخفيف المعاناة المستمرة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحرب في اليمن تسببت في مصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، إضافة إلى نزوح الآلاف. وتصف الأمم المتحدة الأزمة في اليمن بأنها “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
تسعى المنظمة الدولية إلى وقف دائم لإطلاق النار بهدف إعادة إحياء الحوار السياسي المتوقف منذ اتفاق السويد بشأن الحديدة في عام 2018، مشددة على أهمية انتقال سياسي سلمي بقيادة يمنية لتحقيق تطلعات الشعب اليمني نحو السلام والكرامة.
وبعد أكثر من عقد من الصراع، لا تزال المعاناة الإنسانية في اليمن تتفاقم، مع وجود تحديات كبيرة تعرقل جهود الإغاثة وتحقيق الاستقرار.