تقرير دولي: المسيحيون في سوريا يواجهون تهديدات وجودية وسط وعود “هيئة تحرير الشام”
كشف تقرير صادر عن منظمة “القلق المسيحي الدولي” (ICC) أن المسيحيين في سوريا يواجهون تهديدات وجودية، رغم وعود “هيئة تحرير الشام” بحماية الأقليات الدينية. وأوضح التقرير أن هذه الوعود لا تعدو كونها “حملة علاقات عامة”، تهدف إلى تحسين صورة الجماعة وتأجيل أي تدخل دولي ضدها.
وقال “جيف كينغ”، رئيس المنظمة، إن “هيئة تحرير الشام” استهدفت المسيحيين بلا رحمة في السابق، ولا تاريخ يثبت نواياها الحسنة. وأضاف أن التطمينات التي قدمتها الجماعة بعد الإطاحة بحكومة بشار الأسد، بما في ذلك لقاءات مع ممثلين مسيحيين، لم تمنع تصاعد الحوادث المثيرة للقلق، من بينها التعدي على طقوسهم ومقدساتهم، ما أثار موجة احتجاجات واسعة.
كما أشار التقرير إلى محاولات تعديل المناهج الدراسية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، لإدراج تفسيرات عدائية تجاه المسيحيين واليهود، وهو ما اعتبرته منظمات حقوقية توجهاً نحو تفسير متشدد للإسلام.
وفي المناطق المسيحية التاريخية مثل مدينة معلولا، التي تشتهر باللغة الآرامية القديمة، تعاني العائلات المسيحية من التهجير القسري، بينما تتعرض ممتلكاتهم للنهب والتخريب. وفي حماة، تعرضت أبرشية الروم الأرثوذكس لهجوم مسلح ومحاولة لهدم الصليب الذي يزين واجهة المبنى.
وحذر “كينغ” من أن المسيحيين في سوريا يواجهون خطر “التطهير الثقافي والديني”، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري. وقال: “ما يحدث ليس مجرد أزمة إنسانية، بل تهديد للتنوع الثقافي والروحي الذي لطالما ميز الشرق الأوسط”.
التقرير يسلط الضوء على أهمية التحرك العاجل لحماية المسيحيين في سوريا، وضمان حقوقهم في مواجهة التحديات الراهنة، التي تهدد بتغيير وجه التاريخ الثقافي والديني في المنطقة.