اغتيال التعليم في أفغانستان.. أكاديميون يخضعون لاختبارات يديرها مشايخ طالبـ،ـان!
في خطوة أثارت غضباً عارماً بين صفوف المجتمع الأكاديمي، فرضت وزارة التعليم العالي التابعة لحكومة طالبـ،ـان على أساتذة الدراسات الإسلامية في الجامعات الحكومية والخاصة، الخضوع لامتحانات تشرف عليها ما تسمى بـ “جمعية التخصصات الدينية”، في إجراء وصف بـ”الإهانة المباشرة لكرامة الأكاديميين”، فيما يُنظر إليه على نطاق واسع، كخطوة نحو إحلال مشايخ مرتبطين بطالبـ،ـان، محل أعضاء هيئة التدريس الحاليين.
ووفقاً لمصادر أكاديمية، فإن هذا القرار سيضع الجامعات الأفغانية تحت سيطرة رجال دين يحملون شهادات حصلوا عليها عبر عمليات سطحية، ما يعزز التطرف في المؤسسات التعليمية.
هذا وقد انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، خطاباً رسمياً من وزارة التعليم العالي، تأمر فيه المشايخ المرتبطين بطالبـ،ـان بإجراء الامتحانات، حيث وصف أساتذة جامعيين هذا القرار بأنه محاولة لإذلال الأكاديميين واستبدالهم بآلاف المشايخ الذين تخرجوا من مدارس دينية غير مسجلة في باكستان، خصوصاً بعد أن أصدرت طالبـ،ـان “شهادات ماجستير” لأكثر من (30) ألف من الخريجين حديثاً.
أحد الأساتذة، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أكد أن “جمعية التخصصات الدينية” أجرت بالفعل امتحانات لـ (22) أستاذاً من جامعة كابول، واصفاً ذلك بأنه “مؤامرة لتفكيك النظام التعليمي”، كما أن الانتقادات لم تتوقف عند هذا الحد، فقد وصف البروفيسور “فضل هاد وازن” هذه الخطوة بأنها “عار على التاريخ”، مؤكداً إن “إجراء اختبارات لأكاديميين بدرجة دكتوراه من قبل مشايخ لم تطأ أقدامهم حرماً جامعياً، لهو إهانة لا تُغتفر للمجتمع الأكاديمي الأفغاني”.
ومنذ سيطرة طالبـ،ـان على مقاليد الحكم في أفغانستان، تركزت استثماراتهم على بناء المدارس الدينية، بينما أُغلقت المدارس الثانوية للبنات، والجامعات كافة أمام النساء، وفي حين تتصاعد الدعوات الدولية والمحلية لإعادة فتح هذه المؤسسات، تواصل طالبـ،ـان سياساتها الإقصائية.
يذكر أن إجراءات طالبـ،ـان الأخيرة، ليست سوى غيض من فيض سلسلة من السياسات التي تهدف إلى قمع الأصوات الأكاديمية وتدمير المؤسسات التعليمية، ومع استمرار هذا النهج، تتجه أفغانستان نحو مستقبل مظلم، حيث تصبح الجامعات معاقل للتطرف بدلاً من مراكز للتنوير.