بهدف توفير بيئة آمنة.. جماعة الخوجة الشيعية في مومباي تطلق مبادرة رائدة لرعاية المسنين
أطلقت جماعة “الخوجة” الشيعية الاثني عشرية في مدينة “مومباي” بالهند مؤخراً، مشروعًا ثوريًا يتمثل في “دار مسنين”، بهدف توفير بيئة آمنة ومريحة لكبار السن الذين يفتقرون إلى الرعاية والدعم، في واحدة من أرقى المبادرات الاجتماعية للجماعة التي تمتد خدماتها لأكثر من قرن.
ويقع “دار المسنين” هذا بجوار مسجد “الخوجة” الشيعي الشهير في شارع “حارة عباس” المزدحم بمنطقة ”دونغري”، والذي جاء ليحقق حاجةً طال انتظارها، وفقًا لتصريحات أعضاء بارزين في الجماعة، حيث صرّح رئيس الجماعة في “مومباي”، السيد “علي أكبر شروف”، في كلمة له خلال الافتتاح، أن “كثيراً من العائلات تعيش في مساحات ضيقة، مما يجعل كبار السن أو الأرامل الذين يعيشون بمفردهم، يعانون من الوحدة والمشقة، ومن هنا تأتي أهمية هذا الدار في لتوفير الراحة والسلام لهم في سنوات شيخوختهم”.
ويستوعب المبنى المتطور والخاص بالدار بين (12 – 15) فردًا، ويضم غرفًا مريحة ونظيفة، وغرفة صلاة، ومطبخ واسع وصالة طعام، بالإضافة إلى دورات مياه حديثة مجهزة بمنحدرات لصالح ذوي الاحتياجات الخاصة، كما يتضمن غرفة طبية وقاعة اجتماعات لتشجيع التفاعل بين المقيمين، في حين يشرف على إدارة الدار، فريق من مقدمي الرعاية المدربين لتلبية احتياجات نزلائه على مدار الساعة.
وحضر حفل الافتتاح عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم رئيس الاتحاد العالمي للجماعة في المملكة المتحدة، “صفدر جعفر” والذي أكد إن المشروع لا يشجع على التخلي عن كبار السن، وإنما يوفر ملاذًا للذين يفتقرون إلى نظام الدعم المناسب، مضيفاً أن “ديننا يحثنا على رعاية والدينا، ولكن هناك حالات تستدعي وجود مثل هذه المرافق، ليأتي هذا المشروع تلبيةً لتلك الحاجة الإنسانية الملحة”.
كما وأشاد رجال الدين والخطباء الحاضرين بالمبادرة، مؤكدين على أهمية التوازن بين الحفاظ على القيم الأسرية وتقديم الرعاية الضرورية لمن هم في أمسّ الحاجة إليها، ومع وجود حوالي (20,000) من الخوجة الشيعة في مدينة “مومباي” وحدها، تأمل الجماعة في توسيع نطاق هذه المبادرة لتشمل مراكز أخرى في المستقبل لخدمة أفراد المجتمع الذين يحتاجون إلى مثل هذه الخدمات”.
ويمثل قرب “دار المسنين” من مسجد الخوجة الشيعي ميزة إضافية، حيث يمكن للمقيمين المشاركة في إحياء مناسبات ولادات ووفيات أئمة الشيعة “عليهم السلام”، وتخليد ذكرى شهداء العقيدة، بالإضافة إلى إقامة مجالس العزاء والمآتم الخاصة بشهداء موقعة كربلاء في أيام شهر محرم الحرام.