القانون الأكثر إثارة للجدل في العالم.. طالـ،ـبان تفرض القهر الكامل على المجتمع الأفغاني
استكمالاً لخطواته المثيرة للغضب والانتقادات الدولية، دعا زعيم حركة طالـ،ـبان، “هبة الله أخوند زاده”، إلى ما وصفه بـ “التطبيق الصارم” لقانون “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” الصادر عن حركته، في عموم أرجاء أفغانستان.
جاءت تصريحات “أخوند زاده” خلال خطاب مطوّل استمر لساعتين في العاصمة قندهار، والذي استهدف من خلاله إعادة التشديد على إيديولوجية الحركة أمام المسؤولين المدنيين والعسكريين، حيث شدد على ضرورة الالتزام الكامل بما أسماه بـ”القيم الإسلامية”، بشكل كامل في المجتمع.
وادعى الزعيم المتطرف في خطابه، أن “تطبيق هذا القانون واجب ديني لا يقبل المساومة”، زاعماً أن المجتمع الأفغاني يجب أن يكون نموذجًا للالتزام بالشريعة الإسلامية وفق المذهب الحنفي الذي تنتمي إليه حركة طالـ،ـبان.
ويذكر أن القانون، الذي وافق عليه زعيم طالـ،ـبان في شهر آب 2022، يتكون من (114) صفحة تضم (35) مادة، ويُعتبر أداة لتعزيز القبضة الأيديولوجية للحركة، حيث يمنح سلطات واسعة لـ “شرطة طالـ،ـبان الأخلاقية”، والمعروفين باسم “المحتسبين”، لمراقبة الالتزام الصارم بالقواعد، والتي يعدّ من أكثرها إثارة للجدل هو تصنيف صوت المرأة على أنه “عورة”، مما يحظر سماعه جهاراً حتى في داخل المجتمعات النسائية المغلقة، إلى جانب فرض تغطية الوجه والكفين وجميع أجزاء الجسد.
وواجه قانون “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” الخاص بطالـ،ـبان، إدانة قوية من منظمات حقوقية ومجتمع دولي، وأعربت منظمتيّ الأمم المتحدة و”هيومن رايتس ووتش” عن قلقهما إزاء هذا التصعيد، مشيرين إلى أن القانون يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان الأساسية، وخاصةً حقوق النساء.
يأتي هذا القانون كجزء من سلسلة إجراءات متشددة فرضتها طالـ،ـبان، تضمنت حظر تعليم النساء وعملهن، مما أدى إلى تهميشهن بالكامل في مجتمع يعاني أصلًا من أزمات إنسانية وسياسية خانقة.