مؤسسة الشهداء تكشف تفاصيل عمليات البحث والتنقيب عن المقابر الجماعية

كشفت مؤسسة الشهداء عن تفاصيل عمليات البحث والتنقيب الجارية لاكتشاف المقابر الجماعية في العراق، مؤكدة أن رفات مقبرة تل الشيخة سيتم تسليمه إلى الطب العدلي اليوم لإجراء عمليات المطابقة. كما أعلنت المؤسسة عن استعدادها لإنشاء نصب وشواهد تذكارية في المواقع التي تم اكتشاف المقابر فيها لتخليد ذكرى الضحايا.
وفي حديث تابعته “وكالة أخبار الشيعة”، أوضح مدير عام المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء، ضياء كريم، أن عمليات التنقيب بدأت بعد إعلان اكتشاف مقبرة جماعية في منطقة تل الشيخة في أواخر عام 2018. وقد توجهت الفرق الفنية المتخصصة إلى الموقع لتقييمه، حيث تم العثور على مقبرة جماعية تحتوي على رفات ضحايا من النساء والأطفال. ووفقاً لكريم، فقد تم فتح القبر الأول في يوليو 2019، وكان يحتوي على 172 ضحية.
وأضاف كريم أن عمليات التنقيب شملت إجراء خنادق اختبارية أسفرت عن اكتشاف مقبرتين إضافيتين في المنطقة، مشيراً إلى أن القبرين المؤكدين بدأ العمل على فتح أحدهما قبل 8 أيام، ومن المقرر البدء اليوم في رفع الرفات. وأوضح أن الرفات تظهر أنها تعود لنساء وأطفال كانوا يرتدون الزي الكردي، ما يشير إلى أن عمليات الإعدام جرت في فصل الربيع في الثمانينيات من القرن الماضي.
وفيما يتعلق بالجانب القانوني، لفت كريم إلى أن قانون المقابر الجماعية رقم 5 لسنة 2006 كان يسري فقط على مقابر ضحايا جرائم حزب البعث، لكنه تم تعديله ليشمل المقابر التي ظهرت بعد عام 2003، بما في ذلك مقابر ضحايا تنظيم داعش الإرهـ،ـابي. وأكد أن مؤسسة الشهداء تواصل البحث والتحري عن المقابر الجماعية، وجمع عينات دم من عوائل المفقودين لمطابقتها مع النماذج العظمية لتحديد هويات الضحايا.
وتطرق كريم إلى التحديات التي تواجه عمليات التنقيب، بما في ذلك صعوبة الوصول إلى بعض المواقع النائية في الصحراء، فضلاً عن المخاطر الصحية والبيئية التي يتعرض لها فريق العمل. كما أشار إلى الصعوبات المالية التي تواجه المؤسسة في تمويل هذه العمليات.
وأكد كريم أن مؤسسة الشهداء بصدد رفد الفريق بكوادر شبابية، وأشار إلى أن الفريق قد تلقى تدريباً متخصصاً في دول مثل البوسنة وأستراليا، مما ساهم في تحسين كفاءته في العمل.
وفي الختام، تحدث عن الترتيبات الجارية لإقامة نصب تذكارية وشواهد في المواقع التي يتم اكتشاف المقابر فيها، لتخليد ذكرى الضحايا، مؤكداً أن المؤسسة ملتزمة بتسليم الرفات إلى الطب العدلي لإجراء التصنيف وبدء عملية المطابقة لتحديد هوية الضحايا.