وول ستريت جورنال: العلويون في سوريا يتعرضون للتمييز الطائفي ويعبرون عن قلقهم بشأن مستقبلهم
أكد تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” اليوم الإثنين، أن الطائفة العلوية في سوريا، التي تزعم الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا ارتباطها بنظام بشار الأسد، تواجه تمييزاً طائفياً متزايداً، مما يثير مخاوفها بشأن مستقبلها في البلاد. وأوضح التقرير أن ملثمين بدأوا في إرهـ،ـاب سكان القرية التي وُلِد فيها الأسد، حيث تعرضوا للضرب والنهب، واستخدموا عبارات معادية للعلويين، فيما اختفى عدد من أفراد الطائفة إثر الهجمات، ويُخشى أن يكونوا قد لقوا حتفهم.
وذكر التقرير الذي ترجمته “العهد نيوز” وتابعته “وكالة أخبار الشيعة”، أن العلويين السوريين أعربوا في أكثر من عشرين مقابلة عن قلقهم بشأن التمييز الطائفي في ظل الحكومة الجديدة، وكذلك عن المخاوف من الهجمات المحتملة من قبل ميليشيات وعصابات قد تسعى للانتقام من الانتهاكات التي ارتكبتها أسرة الأسد خلال فترة حكمها الطويلة. وكشف التقرير عن تفاصيل حول عمليات قتل خارج نطاق القضاء، وتمييز عند نقاط التفتيش، بالإضافة إلى تدمير مزارات دينية، وهي أعمال وصفها البعض بأنها بداية لنمط معادٍ للعلويين.
وأشار التقرير إلى أن السيناريو المحتمل لسوريا بعد الانتصار السريع الذي حققه المسلحون المدعومون من تركيا بقيادة “هيئة تحرير الشام” قد ينزلق إلى صراع طائفي مرير، مما يعمِّق التوترات الطائفية في البلاد. وأكد دبلوماسي أميركي كبير أن “الفشل في حماية المجتمعات مثل العلويين قد يؤدي إلى تفاقم الإحباطات ويزيد من صعوبة الوضع”.
وأشار التقرير إلى أن المتحدثين باسم “هيئة تحرير الشام” لم يردوا على طلبات التعليق، رغم تعهدات زعيم المجموعة، أبو محمد الجولاني، باحترام التنوع وحماية الأقليات الدينية في سوريا، وهي وعود لم تتحقق حتى الآن.
العلويون يشكلون نحو 10% من سكان سوريا البالغ عددهم 24 مليون نسمة، ويعيشون بشكل رئيسي على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط والريف الجبلي المحيط. وفي الوقت الحالي، يواجه العلويون في مناطق مثل خربة المعزة تحديات أمنية، حيث تظل المحلات التجارية مغلقة أثناء النهار، ويعيش السكان في خوف دائم، ويتناوبون على البقاء يقظين لمراقبة أي هجمات محتملة.