وسط غياب طالـ،ـبان الأفغانية.. باكستان تستضيف مؤتمرًا حول تعليم الفتيات
استضافت باكستان، السبت، مؤتمرًا دوليًا ركّز على تحسين فرص تعليم الفتيات في العالم الإسلامي، بمشاركة ممثلين عن نحو 40 دولة، ونشطاء، ومنظمات دولية، في حين غابت حركة طالـ،ـبان الأفغانية عن القمة، التي تستمر يومين في العاصمة إسلام آباد.
وفي افتتاح المؤتمر، أكد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أن التحديات التي تواجه تعليم الفتيات في العالم الإسلامي، بما في ذلك باكستان، تتطلب جهودًا جماعية للتصدي لها. وقال: “إن رفض تعليم الفتيات يعادل إلغاء أصواتهن وخياراتهن، ويمنعهن من تحقيق مستقبل مشرق”.
وتعاني باكستان نفسها من أزمة تعليمية كبيرة، إذ تشير البيانات الرسمية إلى أن أكثر من 26 مليون طفل، بينهم أعداد كبيرة من الفتيات، خارج منظومة التعليم، بسبب الفقر وعوامل أخرى. كما أن دولًا أخرى ذات أغلبية مسلمة، مثل بنغلاديش ونيجيريا، تواجه مشكلات مشابهة.
وأشار وزير التعليم الباكستاني خالد مقبول صديقي إلى أن الحكومة الباكستانية وجهت دعوة لأفغانستان لحضور المؤتمر، لكن طالـ،ـبان لم ترسل أي ممثل عنها، مع مشاركة عدد محدود من الأفغان العاملين في المنظمات الدولية فقط.
منذ استيلاء طالـ،ـبان على السلطة في أفغانستان عام 2021، أصبحت البلاد الوحيدة التي تحظر تعليم الفتيات بعد المرحلة الابتدائية. وفي هذا السياق، وصفت الأمم المتحدة السياسات التي تتبعها طالـ،ـبان تجاه النساء والفتيات بأنها “نظام تمييز قائم على النوع الاجتماعي”.
وحذرت روزا أوتونباييفا، رئيسة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (مانوا)، من تداعيات حرمان الفتيات من التعليم، مشيرة إلى أن نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة في أفغانستان هي من بين الأدنى عالميًا، حيث تبلغ 37% بشكل عام و20% فقط بين النساء. ودعت أوتونباييفا الدول المشاركة في المؤتمر إلى توفير منح دراسية للنساء الأفغانيات.
وشاركت الناشطة الباكستانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، ملالا يوسفزاي، في المؤتمر، حيث أعلنت أنها ستركز في كلمتها على معاناة الفتيات في أفغانستان وحقهن في التعليم. وقالت في منشور على منصة “إكس” إنها ستدعو إلى محاسبة طالـ،ـبان على الجرائم المرتكبة بحق النساء والفتيات.
وكانت ملالا قد تعرضت لمحاولة اغتيال من قبل طالـ،ـبان عام 2012 أثناء حملتها لدعم تعليم الفتيات، وهي تعيش حاليًا في بريطانيا، لكنها أعربت عن سعادتها بالعودة إلى وطنها لحضور هذا المؤتمر.
وأكد محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، في كلمته خلال المؤتمر، أن “من يزعم أن تعليم الفتيات لا يتوافق مع الإسلام مخطئ تمامًا”، مشيرًا إلى أن الإسلام يدعم حق التعليم للجميع.
ويأتي هذا المؤتمر في ظل جهود دولية وإقليمية لتحسين تعليم الفتيات في العالم الإسلامي، لكنه يواجه تحديات كبيرة، أبرزها غياب التزام واضح من بعض الحكومات والقوى المؤثرة في المنطقة، وفي مقدمتها طالـ،ـبان. ومع ذلك، يرى المشاركون أن هذه المبادرات تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح لتعزيز حقوق الفتيات في التعليم.