ارتفعت حصيلة ضحايا حرائق لوس أنجلوس إلى 16 قتيلاً بعد أن اجتاحت النيران المدينة بشكل مدمّر في الأيام الأخيرة. وقد تم تسجيل زيادة في عدد القتلى مساء السبت، مقارنة بـ11 قتيلاً في الحصيلة السابقة، في وقت تتسارع فيه جهود الإغاثة وسط صعوبة في السيطرة على النيران التي تمددت إلى مناطق كانت بعيدة عن الخطر.
وحسب التقارير الواردة، تم إجلاء أكثر من 150 ألف شخص من مناطق متعددة في لوس أنجلوس، بينما توغلت النيران نحو الشمال الغربي، مهددة مناطق مكتظة مثل وادي سان فرناندو ومتحف غيتي الذي يحتوي على أعمال فنية لا تقدر بثمن.
أشار رئيس الإطفاء، أنتوني ماروني، إلى أن الظروف المناخية، بما في ذلك الرياح الجافة القوية المعروفة باسم “سانتا آنا”، تزيد من سرعة انتشار النيران، مما يجعل الأوضاع حرجة للغاية. في الوقت ذاته، تزايدت الانتقادات لإدارة الأزمة، حيث شكك العديد من السكان في فاعلية السلطات في مواجهة الحرائق، مع تقارير عن نقص في المياه وضعف في ضغطها. وأعربت نيكول بيري، إحدى المتضررات، عن استيائها، قائلة: “السلطات تخلت عن السكان”.
وقد تسببت الحرائق في تدمير أكثر من 12 ألف منشأة، بما في ذلك المنازل والسيارات، فيما تقدر الأضرار المالية بعشرات مليارات الدولارات. بالإضافة إلى ذلك، يواجه السكان الذين تم إجلاؤهم ارتفاعًا حادًا في أسعار الإيجارات، وهو ما دفع المدعي العام إلى تحذير الملاك من تضخيم الأسعار، مشيرًا إلى فرض عقوبات قانونية صارمة ضدهم.
في ظل هذه الأزمة، فرضت السلطات حظر تجول في المناطق الأكثر تضررًا مثل باسيفيك باليسايدس وألتادينا، في محاولة لاحتواء أعمال النهب. وفيما تتواصل عمليات البحث عن جثث الضحايا باستخدام الكلاب المدربة، تتوقع السلطات ارتفاعًا في عدد القتلى.
من جانبهم، أشار علماء الأرصاد إلى أن التغير المناخي يزيد من حدة الظواهر الجوية القاسية، مما يجعل كاليفورنيا أكثر عرضة للحرائق. كما أن سنوات من الأمطار الغزيرة قد أسهمت في تعزيز نمو الغطاء النباتي، الذي أصبح الآن وقودًا للنيران بسبب الجفاف المستمر.
تعتبر هذه الكارثة بمثابة تحذير جديد من تأثيرات التغير المناخي، مما يبرز الحاجة الملحة لتعزيز خطط الطوارئ لمواجهة الكوارث الطبيعية في المستقبل.