تقرير عالمي: جذور الصراع في “كورام” تعود إلى الحقبة الاستعمارية وسياسة “فرق تسد” البريطانية
كشفت مؤسسة “ساوث آسيان فويسز” العالمية، المتخصصة بشؤون جنوب آسيا، في تقرير حديث عن الأوضاع المتوترة في منطقة “كورام” الباكستانية، أن جذور الصراع الذي يشهده الإقليم تعود إلى الحقبة الاستعمارية، حين اعتمد البريطانيون سياسة “فرق تسد” خلال الحرب الأنغلو-أفغانية الثانية (1879-1880)، لتعزيز سيطرتهم على المنطقة عبر تأجيج النزاعات بين القبائل المحلية.
وأشار التقرير الذي ترجمته “وكالة أخبار الشيعة”، إلى أن منطقة كورام، التي تضم قبائل شيعية مثل “توري” و”بنغش” في الجزء العلوي، وسنية مثل “زيموخت” و”منغال” في الجزءين الأوسط والسفلي، ظلت مسرحًا لصراعات معقدة تجمع بين نزاعات طائفية وقبلية، تغذيها الجماعات الإرهابية والتدخلات الإقليمية.
ووفقاً للمؤسسة، فإن البريطانيين أرسوا جذور هذه الانقسامات عبر استغلال الصراعات القبلية ودعم القبائل الأضعف لإدامة التوترات، وهو نهج استمر لعقود بعد انتهاء الحكم الاستعماري. وقد تفاقم الوضع نتيجة لتجاهل الحكومة الباكستانية، التي تعاملت مع الأزمة في المنطقة باعتبارها قضية “مكافحة إرهاب” فقط، دون السعي لحل النزاعات الاجتماعية والسياسية.
ويستشهد التقرير بأحداث العنف الطائفي في 2007، التي أودت بحياة أكثر من 200 شخص، كمثال على العواقب الوخيمة للإهمال الحكومي. ورغم دمج كورام ضمن إقليم “خيبر بختونخوا” في 2018 بموجب التعديل الدستوري الخامس والعشرين، والذي منح سكانها حقوقًا سياسية واقتصادية، إلا أن عدم تنفيذ التعهدات الحكومية أدى إلى استمرار الصراعات القبلية والطائفية.
وفي ختام التقرير، أوصت المؤسسة بإصلاحات شاملة لمعالجة جذور الأزمة، بما في ذلك تفعيل بنود اتفاق “موري” لعام 2008، وتعزيز سياسات مكافحة الطائفية مثل مبادرة “بيغام باكستان”، المدعومة من 7,000 عالم دين من مختلف الطوائف. كما دعت الحكومة إلى تبني خطوات جادة لإعادة إعمار المنطقة، وتحقيق التنمية الشاملة كسبيل لإنهاء النزاعات الممتدة.