أخبارالعالم الاسلامي

محكمة سريلانكية تدين راهبًا بوذيًا بارزًا بالسجن لإهانة الإسلام والتحريض على الكراهية الدينية

في واقعة غير مسبوقة، أصدرت محكمة سريلانكية حكمًا بالسجن لمدة تسعة أشهر بحق الراهب البوذي البارز “غالاغوداتي غناناسارا”، بعد إدانته بإهانة الإسلام والتحريض على الكراهية الدينية، حيث تُعدّ هذه الخطوة استثنائية في بلد تسوده الأغلبية البوذية، والذي نادرًا ما تُدان فيه شخصيات دينية بهذا الشكل.
وقد أدين “غناناسارا” على خلفية تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها في مؤتمر صحفي عام 2016، والتي وُصفت بأنها “تحريضية وتؤجج العداء الديني”، حيث جاء هذا الحكم بعد اعتقال الراهب المعروف بصلاته الحكومية الواسعة في كانون الأول من العام الماضي، ليُعلن قرار محكمة “كولومبو” الفرعية بفرض غرامة رمزية قدرها (1500) روبية، مع تهديد بزيادة عقوبة السجن شهرًا إضافيًا في حال عدم السداد، كما رفضت المحكمة لاحقًا طلب الإفراج عنه بكفالة أثناء الاستئناف، مما زاد من تعقيد موقف الراهب.
يذكر أن الحكم الأخير ليس الأول من نوعه لـ “غناناسارا”؛ ففي عام 2018، كان قد حُكم عليه بالسجن ست سنوات بتهمة ازدراء المحكمة وترهيب عائلة رسام كاريكاتير سياسي مغترب، لكنه أمضى تسعة أشهر فقط قبل أن يحصل على عفو رئاسي من الرئيس السابق “مايثريبالا سيريسينا”، حيث لم يكن هذا المتهم مجرد راهب ديني؛ وإنما حليف سياسي مقرب من عدة رؤساء سابقين، ففي عام 2021، عُين لقيادة فريق عمل رئاسي يهدف إلى تعزيز الوئام الديني، ما أثار استهجانًا واسعًا، خاصةً من المعارضة التي وصفت التعيين بأنه “إهانة للقيم الدستورية”.
هذا وقد قوبل الحكم بإشادة من بعض الأطراف باعتباره انتصارًا لسيادة القانون في مواجهة خطاب الكراهية، بينما اعتبر آخرون أن القضية تسلط الضوء على الانقسامات العميقة داخل المجتمع السريلانكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى