أخبارالعالم الاسلاميسوريا

مشاهد من سوريا تعيد إلى الأذهان مأساة العراق في ظل سيطرة د1عش الإرهـ،ـابي

تشهد سوريا تصعيدًا خطيرًا من قبل جماعات مسلحة استهدفت الأقليات الدينية في مختلف المدن والمناطق السورية، في مشهد يعيد إلى الذاكرة ما حدث في العراق أثناء سيطرة تنظيم د1عش الإرهـ،ـابي. إذ تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو وثقت تعديات هذه الجماعات، لا سيما “هيئة تحرير الشام”، على طوائف دينية مثل العلوية والشيعية، تحت ذريعة الانتماء إلى مذاهب تختلف عن مذهب المسلحين.
ومن بين المشاهد التي أثارت الجدل، ما عرضه التلفزيون الألماني الرسمي، حيث وثّق وحشية تعامل تلك الجماعات مع الأقليات، بما في ذلك اعتقال أئمة مساجد والتعرض للمدنيين بتهم الانتماء الطائفي. ناشطون ومراقبون أكدوا أن هذه الجماعات لا تدخل بلدًا إلا وتنظم “طوابير الموت” لسكانه، كما يظهر في أحد المقاطع المتداولة الذي يعرض شبابًا سوريين يساقون إلى أماكن مجهولة، وسط مخاوف من تعرضهم للإعدام الجماعي.
ما يحدث اليوم في سوريا يستدعي إلى الذاكرة مأساة “مجزرة سبايكر” في العراق، التي راح ضحيتها أكثر من ألفي شاب عراقي على يد تنظيم د1عش الإرهـ،ـابي، بتهمة الانتماء إلى الطائفة الشيعية. المشاهد المروعة في سوريا تعكس المنطق ذاته: تهم الانتماء الطائفي أو العمل في حكومة “كافرة”، بحسب مزاعم الإرهـ،ـابيين، تُستخدم لتبرير القتل الجماعي بدم بارد.
ناشطون عبروا عن خشيتهم من أن تكون هذه الأحداث مجرد بداية لسلسلة جديدة من الجرائم ضد الإنسانية، مشيرين إلى أن الحق في الحياة والعيش بأمان، الذي كفلته الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، يتم انتهاكه بذرائع طائفية.
المقاطع المصورة التي تُوثق الاعتقالات والاعتداءات تبرز رسالة الخوف التي تسعى هذه الجماعات إلى ترسيخها. ففي أحد الفيديوهات المسربة، يظهر اعتقال إمام مسجد بتهمة “كونه شيعيًا”، في إشارة إلى مدى تجذّر الانقسام الطائفي الذي تستغله الجماعات المسلحة لتبرير أفعالها.
المراقبون دعوا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لحماية الأقليات الدينية في سوريا ومنع تكرار المآسي التي شهدها العراق. كما طالبوا بتوثيق الجرائم وملاحقة مرتكبيها أمام المحاكم الدولية. الأحداث في سوريا اليوم ليست مجرد نزاع مسلح، بل صراع يهدد بتكرار أبشع الجرائم الطائفية التي شهدها العالم في العقد الأخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى