“نحتاج إلى إصلاح جذري”.. انتقادات نارية لطالـ،ـبان على لسان وزير داخليتها
في تصريح لافت بثه التلفزيون الوطني الأفغاني، دعا وزير الداخلية في حكومة طالـ،ـبان، “سراج الدين حقاني”، علماء الدين في بلاده إلى تجنب ما أسماها بـ “أساليب تُنفر الناس من الدين”، مطالبًا بـ “تحقيق توازن بين التعاليم الدينية والتعليم المعاصر” حسب قوله.
جاءت هذه الرسالة في وقت تتزايد فيه الانتقادات الموجهة إلى حركة طالـ،ـبان بشأن نهجها في الحوكمة والتعليم، حيث قال “حقاني” إنه “لا ينبغي للقادة الدينيين أن يتصرفوا بطريقة تجعل الناس يكرهون الدين”، في إشارة إلى محاولات، وصفها بـ “المقصودة”، لتشويه سمعة المدارس الدينية المرتبطة بالحركة، مضيفاً “سواء كان التعليم معاصرًا أو دينيًا، فإنه يجب التعامل مع كليهما دون شكوك”، مشددًا على أهمية الدمج بين النوعين.
هذا وقد أثارت هذه التصريحات جدلًا واسعًا، خصوصًا مع اعتراف “حقاني” بوجود انتقادات للوضع الحالي في أفغانستان، حيث يرى البعض أن الفكر الديني لطالـ،ـبان ودعاته، يتحملون مسؤولية جزء من التحديات التي تواجهها البلاد، إذ أوضح الوزير أنه “هنالك حدوداً لكل من التطرف والتساهل في الدين”.
وتأتي تصريحات “حقاني” وسط تقارير عن وقوع انقسامات متزايدة بين قيادات طالـ،ـبان، حيث يرى محللون أن حديثه قد يعكس اختلافات داخلية في وجهات النظر بشأن مستقبل الحركة، ومنها ما أعلنه الرئيس السابق للمديرية الوطنية للأمن في أفغانستان، “رحمت الله نبيل”، عن أن “تصريحات (حقاني) تحمل أوجه تشابه مع محاولات (أبو محمد الجولاني) أو (أحمد الشرع) حالياً، والهادفة الى تحسين صورة جماعته الإرهـ،ـابية دوليًا”.
ويذكر أن “سراج الدين حقاني”، المعروف بمواقفه المتشددة، يُعد شخصية محورية داخل طالـ،ـبان، وغالبًا ما كانت تصريحاته مثار نقاش واسع حول توجهات الحركة، إلا أن خطابه الأخير قد يعكس رغبة في تقديم صورة أكثر قبولًا للحركة على الصعيد الدولي، وسط تحديات سياسية واقتصادية تعصف بالبلاد، أو مجرد محاولة لامتصاص الانتقادات المتزايدة ضدها.