أخبارالعالم

الإسلاموفوبيا في أستراليا.. رصد وتحليل لأزمة تتفاقم

تستمر ظاهرة الإسلاموفوبيا في التصاعد في أستراليا، إذ تشهد البلاد زيادة مقلقة في حوادث الكراهية ضد المسلمين، خصوصًا منذ أحداث السابع من أكتوبر 2023. في هذا السياق، أكدت منظمة “إسلاموفوبيا ريجستر” غير الحكومية أن الحوادث المعادية للإسلام ارتفعت بنسبة 1300%، حيث تم تلقي أكثر من 1000 بلاغ عن جرائم كراهية ضد المسلمين منذ تلك الفترة.
وتتنوع هذه الحوادث بين اعتداءات لفظية وجسدية، مثل السباب، التهديد بالقتل، والاعتداءات على النساء المسلمات، مثل محاولة نزع الحجاب بالقوة. كما شملت هذه الحوادث أعمال عنف جسدي، تهديدات مستمرة، إضافة إلى الرسوم المسيئة على دور العبادة والمراكز الإسلامية. وتشير تقارير إلى أن التمييز ضد المسلمين في أماكن العمل يُعد أحد أوجه معاداة الإسلام، الأمر الذي يتفاقم عبر وسائل الإعلام، بما في ذلك منصات التواصل الاجتماعي.
وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، أصبحت هذه الحوادث تُعتبر في الشارع الأسترالي أمرًا عاديًا، حيث تتكرر الاعتداءات في الأماكن العامة دون تدخل فعّال من المارة. يبرز في هذا السياق حادث آخر كان فيه أحد المعتدين قد أشار إلى الهجوم الإرهـ،ـابي على مسجدي كرايست تشيرش في نيوزيلندا في 2019، في محاولة لتبرير اعتداءاته.
وعلى المستوى السياسي، لم تسلم الشخصيات العامة من هذه الظاهرة، إذ تعرضت عضو مجلس الشيوخ السابقة فاتيما بايمان لتهديدات بالقتل بسبب دعمها للقضية الفلسطينية، وهو ما يبرز عمق الأزمة وتأثيرها حتى على الفئات السياسية.
من جهته، عبر “أفتاب مالك”، المبعوث الخاص لمكافحة الإسلاموفوبيا في أستراليا، عن قلقه الشديد من تزايد هذه الحوادث، مؤكّدًا على أهمية الاعتراف بالظاهرة والعمل على محاربتها من خلال تشريعات قوية تضمن عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات. وعلى الرغم من ذلك، ما زال العديد من المسؤولين يقللون من حجم المشكلة، مما يعمّق الأزمة.
وفي سياق مكافحة هذه الظاهرة، أكدت توصيات مرصد الأزهر على ضرورة العمل على تحسين التوعية بشأن الإسلاموفوبيا، مع التأكيد على احترام حقوق المواطنة وحرية العبادة لجميع الأديان في المجتمع الأسترالي. كما يُوصى بضرورة اتخاذ إجراءات تشريعية فعّالة، ومحاربة جميع مظاهر الكراهية والعنف ضد المسلمين، لضمان تحقيق التعايش السلمي في المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى