طبيب تونسي يطور مناهج قراءة وتفسير القرآن الكريم في ضوء العلوم الحديثة

في خطوة غير مسبوقة، أصدر الدكتور محمد فوزي الدريسي، الطبيب التونسي المتخصص في أمراض القلب التداخلية، الطبعة الثانية من كتابه “الشمس عملاق أحمر: التوافق بين العلوم الحديثة والكتب المقدسة”، والذي تناول فيه محاولة تطوير منهج جديد لقراءة وتفسير القرآن الكريم، بالتوازي مع علوم الفلك والكونيات.
الدكتور الدريسي، الذي يتمتع بخبرة تمتد لأكثر من 20 عامًا في مجال علم الفلك، قام بدمج رؤيته العلمية مع فهمه الديني للقرآن الكريم، محاولاً توظيف المنهج العلمي الحديث لفهم أعمق لمعاني الكتاب المقدس. الكتاب يعرض تحليلًا متوازيًا بين القرآن الكريم والكتاب المقدس، مشيرًا إلى التوافقات بين مفاهيمهما حول نشأة الكون وتطوره، وهو ما يعكس الرؤية التوحيدية التي تؤمن بوحدة الخلق وعلاقته بالله.
الكتاب، الذي تم تقديمه من قبل عدد من الأكاديميين مثل الأستاذ الدكتور أحميدة النيفر والأب فانسن فيروليدي، يعتبر خطوة مهمة نحو فتح آفاق جديدة في فهم القرآن الكريم من منظور علمي حديث. الدكتور الدريسي، الذي نشأ في منطقة بلاريجيا في ولاية جندوبة، قدم رؤية جديدة للقرآن باعتباره كتابًا حيًا وغنيًا يتم استحضاره دوماً في سياقات علمية معاصرة.
ويعكس الكتاب أيضًا تفاعلًا جديدًا بين العلم والدين، حيث يقدم منهجًا علميًا معاصرًا في تفسير النصوص الدينية بطريقة تلائم العصر الحديث، مع الحفاظ على قدسية القرآن الكريم وأصالته ككتاب الله. وتستند هذه الرؤية إلى تعزيز العلاقة بين العلم والدين، حيث يُعتبر القرآن الكريم مفتاحًا لفهم أعمق للكون والحياة، ويعمل على فتح آفاق جديدة للبحث العلمي والفكري.
وهكذا، فإن الكتاب يمثل إضافة مهمة في مجال الدراسات الدينية والعلمية، ويعكس إسهامًا مميزًا من الطبيب التونسي الذي قام بدمج خبراته العلمية مع التفسير الديني، مما يجعل من الكتاب مرجعًا قيمًا للتفكير في العلاقة بين العلم والدين في العصر الحديث.