أعلن رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو عن عزمه التنحي عن منصبه بمجرد أن يختار الحزب الليبرالي خليفة له، مما يمثل نهاية لحقبة قيادية استمرت لسنوات وشهدت تحولات سياسية كبيرة. وجاء هذا القرار بعد تزايد الضغوط الداخلية داخل الحزب الليبرالي وتراجع شعبيته في استطلاعات الرأي، مما دفعه إلى التفكير في إفساح المجال لقيادة جديدة.
استقالة ترودو تفتح الباب أمام تساؤلات عديدة بشأن مستقبل سياسات الحكومة وتأثيرها على مختلف فئات المجتمع، لا سيما الجالية المسلمة في كندا التي شهدت تحت قيادته مكاسب مهمة. فقد اتسمت فترة حكم ترودو بدعم واضح لقضايا اللاجئين والمهاجرين من الدول الإسلامية، حيث فتحت كندا أبوابها لآلاف اللاجئين الذين فروا من مناطق الصراع، إضافة إلى تسهيل سياسات لمّ شمل الأسر وتعزيز التنوع الثقافي.
على صعيد مكافحة الكراهية، لعبت حكومته دورًا بارزًا في التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا عبر إقرار قوانين وتشريعات تعزز من الحريات الدينية وتحمي المسلمين من التمييز. كما شهدت الجالية المسلمة تمثيلًا سياسيًا أكبر في البرلمان بفضل توجهاته التي دعمت التنوع والاندماج.
لكن مع هذا التحول السياسي، تبقى المخاوف قائمة بشأن مصير هذه المكتسبات. الجالية المسلمة قد تواجه تحديات في حال تبني القيادة الجديدة للحزب الليبرالي سياسات أقل انفتاحًا. كما أن مستقبل برامج مكافحة الكراهية ومبادرات دعم الهجرة قد يتوقف على رؤية الزعيم المقبل للحزب وتوجهاته.
في ظل هذه التطورات، تبرز أهمية مشاركة الجالية المسلمة في العملية السياسية لضمان استمرار المكاسب التي تحققت خلال السنوات الماضية. ويبقى المستقبل السياسي للحزب الليبرالي عاملًا حاسمًا في تحديد مسار السياسات المؤثرة على الجالية المسلمة في كندا، مما يجعل الانتخابات الداخلية للحزب حدثًا ذا أهمية استثنائية لجميع أطياف المجتمع.