“الزعيم يتحدث باسم الله”.. اندلاع الجدل حول تصريحات لوزير طالـ،ـباني محلياً ودولياً
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا على المستويين المحلي والدولي، أعلن وزير التعليم العالي في حكومة طالـ،ـبان الأفغانية، “نداء محمد نديم”، أن “عصيان أوامر زعيم الحركة، (هبة الله أخوند زاده)، يعادل جريمة تحدي (إرادة الله)”.
جاء هذا التصريح خلال حفل تخرج للمؤسسات الدينية في كابول، حيث زعم “نديم” إن “توجيهات (أخوند زاده) تعدّ (غير قابلة للتجاهل في الإسلام)”، مدعياً في سياق كلمته، أنه “بالنسبة للمسلمين، من غير الجائز تحدي أوامر الله، ولا يملك أحد الحق في عصيان الأوامر الصادرة عن قائد المسلمين، فأوامر القائد هي أوامر الله”.
هذا وقد أثارت التصريحات الأخيرة للوزير الطالـ،ـباني، موجةً من الانتقادات من علماء الدين والمواطنين الأفغان، الذين اعتبروا أن العديد من قرارات “أخوند زاده” لا تمت للشريعة الإسلامية بصلة، كما انتقدت النساء على وجه الخصوص، السياسات الحكومية التي تستهدفهن بصورة مباشرة.
وفي الإطار نفسه، فقد أبدى علماء دين بارزون، قلقهم من تحول قرارات “أخوند زاده” إلى “أوامر إلزامية”، حيث أعلن أستاذ التاريخ الإسلامي في كابول، الدكتور “عبد القادر كمالي”،: أنه “إذا كانت قرارات الزعيم تستند إلى تفسيرات شخصية أو آراء عرقية، فإنها لا تُعتبر شرعية إسلاميًا ولا تلزم الناس بإتباعها”.
وكانت “منظمة التعاون الإسلامي” من بين الجهات التي طالبت حركة طالـ،ـبان بالتراجع عن سياساتها القمعية، لكن الحركة لم تُظهر أي استعداد للإصلاح، واستمرت في فرض عزلة ممنهجة متواصلة على النساء، حيث بدأت هذه السياسات منذ عودة طالـ،ـبان إلى السلطة في شهر آب 2021، عبر فرض قرارات تعسفية منها حظر التعليم والعمل والمشاركة في الحياة العامة، مما أثار موجة من الإدانة من داخل أفغانستان وخارجها.
ويذكر أن “نداء محمد نديم”، المعروف بتصريحاته المتشددة، كان قد أضاف المزيد من الغموض حول دوره في حكومة طالـ،ـبان، ومنها ما حدث في العاصمة كابول مؤخراً، حيث منع “نديم” بث أي صور له، مما أثار المزيد من التساؤلات حول أسلوب قيادته ونهجه في إدارة ملف التعليم العالي.