أطفال أفغانستان.. ضحايا الألغام والفقر والعمل القسري وسط تفاقم الأزمة الإنسانية
تشهد أفغانستان أزمة إنسانية متفاقمة تلقي بظلالها الثقيلة على الأطفال الذين أصبحوا الفئة الأكثر تضررًا من الألغام والفقر والعمل القسري. ومع إغلاق العديد من مراكز الحماية منذ سيطرة طالـ،ـبان على البلاد، ارتفعت معدلات الإصابات والمعاناة بين الأطفال بشكل ملحوظ، وسط تحذيرات أممية من تداعيات خطيرة على حياتهم ومستقبلهم.
ضحايا الألغام والقذائف غير المنفجرة
كشف صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عن أرقام صادمة تتعلق بخسائر الأطفال نتيجة انفجار الألغام والقذائف غير المنفجرة المتبقية عن الحروب. وأشار تقرير حديث إلى أن ما لا يقل عن 500 طفل قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة خلال عام 2024 نتيجة هذه الانفجارات، التي غالبًا ما تحدث أثناء لعبهم في الأحياء السكنية أو الطرقات.
وفي السياق ذاته، ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 455 شخصًا لقوا حتفهم أو أصيبوا جراء حوادث مماثلة خلال العام الماضي، بينما أوضحت الأمم المتحدة أن مخلفات الحروب خلفت حوالي 1.5مليون شخص معاق في أفغانستان، كثير منهم من الأطفال.
تجدر الإشارة إلى أن الجماعات المسلحة، بما فيها طالـ،ـبان، زرعت ألغامًا في المناطق السكنية وعلى الطرق، ما يجعل الأطفال عرضة لهذه الأخطار أثناء ممارسة حياتهم اليومية.
الفقر والعمل القسري
منذ عودة طالـ،ـبان إلى السلطة عام 2021، تفاقمت الأزمة الاقتصادية في البلاد، مما أدى إلى توسع دائرة الفقر ودفع أكثر من مليون طفل إلى العمل القسري، وفقًا لتقارير المنظمات الإنسانية.
ويعمل هؤلاء الأطفال في ظروف قاسية بمصانع الطوب وورشات الحدادة وحياكة السجاد، بالإضافة إلى أعمال على قارعة الطرق مثل تلميع الأحذية وبيع البلاستيك. ورغم تعهدات طالـ،ـبان بإنشاء مراكز للأيتام وبرامج تأهيلية للأطفال العاملين، إلا أن هذه الوعود لم تُنفذ بعد، مما أدى إلى تفاقم الوضع يومًا بعد يوم.
أزمة تغذية وصحة متدهورة
إلى جانب المخاطر الأمنية والاجتماعية، يعاني ملايين الأطفال الأفغان من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم. ووفقًا لتحذيرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن الأزمة الإنسانية الراهنة تُعمّق معاناة الأطفال وتُعرّضهم لمخاطر صحية طويلة الأمد، ما يجعلهم غير قادرين على العيش طفولة طبيعية.
جيل مستقبلي في خطر
تعد الطفولة ركيزة أساسية لأي مجتمع لتحقيق التنمية والتقدم، غير أن الوضع في أفغانستان يُظهر العكس تمامًا. فالأطفال يُتركون بلا حماية أو رعاية صحية ونفسية، ليصبحوا عرضة للصدمات والأضرار الجسيمة التي تُهدد بضياع مستقبل البلاد.
ومع استمرار الأزمة الإنسانية وتجاهل احتياجات الأطفال الأساسية، يواجه الجيل الصاعد في أفغانستان خطر الضياع، وسط دعوات دولية لإيجاد حلول عاجلة تحمي حقوق الأطفال وتؤمن مستقبلًا أفضل لهم.