أخبارالعالمالعراق

منارة الكفل: شهادة حية على عبق التاريخ وإرث ديني عريق، لكنها تشكو الإهمال

تعد منارة الكفل واحدة من أبرز المعالم التاريخية والدينية في العراق، وتقع في ناحية الكفل جنوب محافظة بابل. فهي جزء من مجمع تاريخي يضم مرقد النبي ذو الكفل عليه السلام، الذي يُعتقد أنه النبي حزقيال في التقاليد الإسلامية واليهودية والمسيحية، ما يجعلها مكانًا مقدسًا للعديد من الأديان.


تمتاز منارة الكفل بتصميم معماري إسلامي يعود إلى العصور الوسطى، حيث بُنيت من الطوب الطيني الذي كان شائعًا في عمارة تلك الفترة. يبلغ ارتفاعها حوالي 25 مترًا، وهي تتميز بشكلها الأسطواني المرتفع الذي يتناقص تدريجيًا نحو الأعلى، كما تحتوي على نقوش وزخارف تعكس الفن الإسلامي في تلك الحقبة. كما تضم شرفة دائرية كانت تستخدم قديمًا للأذان.
تعود الأهمية التاريخية لهذه المنارة إلى كونها جزءًا من موقع ديني وثقافي مهم شهد العديد من التجديدات والترميمات خلال العصور المختلفة، بدءًا من العهد المغولي وصولًا إلى العهد العثماني. هذه المنارة كانت دائمًا محط احترام للزوار، خاصة في المناسبات الدينية التي تجمع بين المسلمين واليهود.
وعلى الرغم من قيمتها التاريخية والدينية، تواجه منارة الكفل العديد من التحديات التي تهدد استدامتها. إذ تعرضت للإهمال نتيجة للأوضاع السياسية التي مرّت بها المنطقة في العقود الأخيرة. عوامل التعرية الطبيعية قد أضرت بالبناء، ولا تزال المنطقة المحيطة تحتاج إلى تخطيط مدروس يضمن الحفاظ على هوية هذا الموقع الثقافية وتوفير المرافق اللازمة لخدمة الزوار.
وبالرغم من محاولات إعادة تأهيل المنارة، إلا أن هناك حاجة ملحة لزيادة الاهتمام بالصيانة المستمرة والاهتمام بالمنطقة بشكل عام. إن الحفاظ على هذا المعلم التاريخي ليس مجرد واجب، بل هو ضرورة لحماية جزء أساسي من التراث العراقي الذي يعكس تطور فنون العمارة الإسلامية وروحانية البلاد عبر العصور.
تظل منارة الكفل شاهدًا حيًا على تاريخ العراق الثقافي والديني، وتستحق المزيد من الاهتمام لضمان بقائها رمزًا للهوية العراقية وإلهامًا للأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى