شهد قضاء الإمام الصادق (عليه السلام) شمال محافظة البصرة منذ عدة أيام، تظاهرات حاشدة ضمت الآلاف من أبناء القضاء، الذين خرجوا إلى الشوارع احتجاجًا على سنوات من الإهمال والتهميش، مطالبين بتوفير الخدمات الأساسية، والتعيينات، ومعالجة الكوارث البيئية التي تفاقمت في مناطقهم.
ويعاني قضاء الإمام الصادق (عليه السلام) منذ سنوات من تردي الخدمات الأساسية وغياب مشاريع البنية التحتية، مما دفع سكانه إلى الاحتجاجات المستمرة. وأوضح الشيخ عماد المنصوري، أحد منظمي التظاهرات، أن الاحتجاجات بدأت منذ ثمانية أشهر واستمرت حتى اليوم، متصاعدة من تجمعات صغيرة إلى مظاهرات تضم آلاف المحتجين. وأضاف: “مطالبنا الأساسية تتمثل في التعيينات والبنى التحتية، وإذا استمر التجاهل الحكومي، سنطالب بتحويل القضاء إلى محافظة مستقلة لها مواردها وإدارتها”، وبين أن أبرز القضايا التي يعاني منها سكان القضاء هي التلوث البيئي الناجم عن الأنشطة النفطية والمياه الملوثة.
وأوضح أبو الحسن الشاوي، أحد المشاركين في التظاهرات، أن التلوث النفطي تسبب في ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في المنطقة، مؤكدًا أن “كل عائلة في القضاء تقريبًا تعرضت لهذه المأساة”. كما أشار إلى مشكلة تلوث مصادر المياه بسبب تصريف المياه الآسنة في الأنهر، وهي مشكلة لم تلقَ أي اهتمام حكومي على الرغم من خطورتها على حياة السكان.
كما وطالب المتظاهرون الجهات الحكومية بسرعة الاستجابة لمطالبهم، وفي مقدمتها شمولهم بالتعيينات الحكومية، حيث أكدوا أن ملف الـ19 ألف درجة وظيفية قد تجاهل حقوقهم بشكل كبير، وناشدوا السلطات المحلية والمركزية بالتحرك السريع لإنقاذهم من الإهمال الذي يهدد حياتهم ومستقبل أبنائهم.
ورفع أبناء القضاء صوتهم عاليًا، مؤكدين أن صبرهم بدأ ينفد في ظل استمرار التهميش وتجاهل السلطات لمطالبهم الأساسية. وأكد منظمو التظاهرات أن الاعتصامات ستتواصل، وقد تتصاعد المطالب إذا استمرت الحكومة في تجاهل معاناتهم.
وتأتي هذه التظاهرات كرسالة واضحة إلى السلطات المحلية والمركزية بأن تجاهل معاناة أهالي قضاء الإمام الصادق (عليه السلام) لم يعد مقبولًا. ومع استمرار التدهور البيئي والخدمي، يطالب أبناء القضاء بتحركات عاجلة لتلبية حقوقهم المشروعة وإنقاذهم من الأوضاع الكارثية التي يعيشونها.