كشفت التحقيقات الفيدرالية الأمريكية تفاصيل صادمة عن المخطط الإرهـ،ـابي الذي كان يهدف إلى تضخيم أعداد ضحايا مجزرة ليلة رأس السنة في مدينة “نيو أورليانز” على يد جندي سابق قام بالانضمام الى تنظيم د1عش الإجرامي.
وذكرت مصادر أمنية محلية أن احتفالات السنة الجديدة كادت أن تتحوّل إلى كابوس مروع في حال نجحت الخطة الأصلية لمنفذ الهجوم “شمس الدين جبار” والمتمثلة باستخدام قنابل مزروعة على جانبي الطريق المستهدف بالهجوم، إلا أن خللاً ما، حال دون تنفيذها.
وجاء في التقرير الأولي لسلطات المدينة، أن منفذ الهجوم البالغ من العمر (42) عامًا، كان ينوي تفجير عبوتين ناسفتين باستخدام جهاز إرسال مخبأ في شاحنته ذات الدفع الرباعي، مشيراً إلى أن “جبار” قد نفذ خطته البديلة بدهس الحشود المدنية بعد اكتشافه أن الخلل الذي أصاب عبواته الناسفة قد يكون تقنيًا أو أن الأجهزة لم تُفعَّل.
هذا وقد عثر المحققون على مواد لصنع القنابل في منزل مستأجر لفترة محدودة من قبل الإرهـ،ـابي وسط شارع “مانديفيلي”، حيث حاول الأخير إشعال النار فيه لإخفاء خططه قبيل توجهه لتنفيذ هجوم ليلة رأس السنة، لكن الحريق لم ينتشر كما خُطط له، مما أتاح للسلطات استرجاع أدلة حاسمة تشمل مواد تفجير وجهازًا مشتبهًا بكونه كاتم صوت للأسلحة النارية.
وفي منزل آخر يعود للمهاجم في مدينة “هيوستن”، تم اكتشاف مختبر كامل لصنع القنابل، وقائمة مفصلة بالمركَّبات الكيميائية المستخدمة في تصنيعها، كما عُثر على نسخة من القرآن الكريم مفتوحة على آيات تتحدث عن “القتال في سبيل الله”.
كما كشفت التحقيقات أن “جبار” كان قد استأجر الشاحنة المستخدمة في الهجوم قبل ستة أسابيع من لحظة التنفيذ، مما يشير إلى تخطيط مسبق، كما اشترى مواد متفجرة وأدوات لوجستية من عدة ولايات مختلفة، في صورة تعكس تحوطاً أمنياً عالياً من التعرّض للكشف.
وكان “شمس الدين جبار”، يعمل كوكيل عقارات محلي بعد تسريحه من الجيش، إلا أن شهوداً مقربين له، قد أوضحوا أنه بدأ يعيش فترات عزلة طويلة، وهو ما رجحته السلطات أن سببها يعود الى خلافاته العائلية الكثيرة، بما في ذلك ثلاث حالات طلاق مريرة، كان قد أنهاها بتهديدات بالقتل تجاه طليقاته وأولاده.
ويذكر أن الجندي الأمريكي السابق كان قد أعلن بيعته لتنظيم “د1عش” الإرهـ،ـابي في سلسلة مقاطع فيديو نشرها على موقع “فيسبوك” قبل أن يختتمها بتنفيذ هجومه الدموي الذي أسفر عن مقتل (14) شخصًا وإصابة نحو (30) آخرين، حيث أقدم هذا الإرهـ،ـابي في آخر لحظات الهجوم، على الاشتباك مع رجال الشرطة مرتدياً سترة واقية من الرصاص وخوذة عسكرية، وهو ما تسبب بإطالة أمد المواجهة المسلحة في تلك الليلة “المرعبة” كما وصفتها الصحف الأمريكية المحلية.