في تصعيد صادم لموجة العنف الطائفي المستمر، تعرضت قافلة مساعدات إنسانية لهجوم مسلح في منطقة “كورام” النائية شمال غربي باكستان، أمس السبت، ما أسفر عن إصابة مسؤولين أمنيين وإداريين على الرغم من إعلان هدنة بين القبائل المتحاربة قبل ثلاثة أيام فقط.
ووفقاً للمتحدث باسم إقليم “خيبر بختونخوا” الحدودي، “محمد علي سيف”، فإن “الهجوم الذي وقع في حوالي الساعة 11:00 صباحًا، قد استهدف قافلة مدنية كانت تنقل مساعدات غذائية وطبية إلى (كورام) المحاصرة منذ أشهر طويلة، فيما ذكر المسؤول المحلي “معتصم بالله” في تصريح صحفي، أن “نائب مفوض شرطة المنطقة قد أصيب جراء الهجوم إلى جانب اثنين من المسؤولين الإداريين، وشرطيين، وجنديين من قوات الحدود”.
ويأتي هذا الهجوم، في أعقاب الجهود المكثفة التي بذلتها الحكومة الإقليمية لتحقيق التهدئة، بما في ذلك اجتماع عقده قادة القبائل في رأس السنة الجديدة، والتي يبدو أنها على شفا الانهيار، حيث وصف وزير الداخلية الباكستاني، “محسن نقوي”، الحادث الأمني الأخير، بأنه “مؤامرة لإجهاض جهود السلام”، مضيفًا أن “عناصر خبيثة تسعى لتأجيج الصراع”.
وتعيش “كورام” حالة من الانقسام العميق، حيث يقطن المجتمعان السنة والشيعة جنبًا إلى جنب في منطقة لطالما كانت أرضًا خصبة للنزاعات، والتي بدأت مؤخراً بخلافات على ملكية الأراضي المحلية قبل أن تتحول إلى مواجهات طائفية دامية، تخللها الإعلان عن العديد من الهدن من قبل الحكومة الإقليمية، إلا أنها غالبًا ما تنتهي بمواجهات متجددة بعد ساعات فقط من توقيعها.
هذا ولا يعد هجوم يوم السبت الأول من نوعه، فقد بدأ التصعيد الأخير في تشرين الثاني من العام الماضي، عندما استشهد نحو (40) شخصًا في كمين استهدف قوافل مدنية شيعية محمية من قبل الشرطة، لتتبعه سلسلة من العنف والعنف المضاد والتي أسفرت عن مقتل أكثر من (200) شخصاً، وخصوصاً مع إقدام أطراف الصراع على استخدام المدافع الرشاشة والأسلحة الثقيلة.