دقّت تحذيرات أممية جديدة ناقوس الخطر بشأن التوترات المشتعلة في منطقة شمال شرقي سوريا، والتي قد تودي إلى الانزلاق الكامل نحو “عواقب درامية” قد تهدد استقرار البلاد في ظل التوترات القائمة في هذه المنطقة بين الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، وغريمتها المتطرفة المدعومة من تركيا.
وجاءت هذه التحذيرات على لسان المبعوث الأممي إلى سوريا، “غيير بيدرسن”، في تصريحات لوكالة “رويترز”، عن ضرورة إيجاد حل سياسي عاجل بين الأطراف المتحاربة لتجنب انهيار شامل، مؤكداً أن “الفشل في احتواء الوضع الراهن قد يؤدي إلى موجة نزوح جديدة تهدد التركيبة السكانية الممزقة أصلاً”.
وأشار “بيدرسن” إلى أن الحل السياسي يتطلب تنازلات “جادة” تحت قيادة حكومة انتقالية في دمشق، مضيفاً أن “التوترات الحالية تمثل اختبارًا حاسمًا لسوريا ما بعد الأسد، مع تأكيده أن “بناء بلاد جديدة وحرة” سيكون عملية صعبة للغاية.
يذكر أنه منذ الإطاحة بنظام الأسد في 8 كانون الأول من العام الماضي، اشتدت المعارك بين ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة أمريكيًا، وبين الجماعات الراديكالية التابعة لأنقرة، حيث تمكنت الأخيرة في 9 كانون الأول، من السيطرة على مدينة منبج الشمالية التي كانت آنذاك تحت سيطرة ميليشيا “قسد”، مما زاد من تعقيد المشهد الميداني وخصوصاً بعد رصد حشد للمدفعية والمقاتلين التابعين للفصائل المتطرفة قرب منطقة “كوباني” ذات الأغلبية الكردية.
وكانت “قوات سوريا الديمقراطية” قد عرضت الانسحاب من منطقة شمال غربي سوريا مقابل وقف إطلاق نار شامل، إلا أن وزير الخارجية التركي “هاكان فيدان”، والذي التقى في وقت سابق بالعاصمة دمشق، رئيس الإدارة السورية المؤقتة “أبو محمد الجولاني”، قد شدد على وجوب أن تُحل “قوات سوريا الديمقراطية” بالكامل.
هذا وقد أدى السقوط المفاجئ لنظام الأسد إلى تغيرات استراتيجية هائلة في المنطقة، مما أسفر عن تعزيز معنويات الفصائل السنية المتطرفة، في الوقت الذي أسهمت فيه عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي الأمريكي، في خلق شعور بالارتباك بين الأطراف الإقليمية، وهو ما دفع بإسرائيـ،ـل الى توسعة نطاق عملياتها العسكرية في المنطقة مستغلة الفراغ الأمني الجاري.