كشف تقرير صادر عن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن العراق يحتضن أكثر من 334 ألف لاجئ وطالب لجوء، غالبيتهم من السوريين. يعيش حوالي 90% من هؤلاء اللاجئين في إقليم كوردستان، الذي يستضيف تسعة مخيمات للاجئين إلى جانب المناطق الحضرية التي تستقطب أكثر من 70% منهم.
التقرير أشار إلى أن الأطفال يشكلون 41% من اللاجئين، مما يبرز حجم التحديات الإنسانية المرتبطة بتوفير الخدمات الأساسية لهذه الفئة الضعيفة. أما النازحون داخليًا، فقد بلغ عددهم نحو مليون و53 ألف شخص، يتركز معظمهم في محافظات نينوى ودهوك وأربيل والسليمانية، في حين يقيم 100 ألف منهم في 21 مخيمًا موزعة في كوردستان.
في المقابل، ذكر التقرير أن أكثر من أربعة ملايين و897 ألف نازح تمكنوا من العودة إلى مناطقهم الأصلية، لا سيما في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وديالى. هذه العودة تدل على تقدم ملموس، لكنها تسلط الضوء أيضًا على التحديات المرتبطة بإعادة الإعمار وتأمين سبل العيش للسكان العائدين.
المفوضية أشارت إلى أنها تتبنى استراتيجية للفترة 2025-2029 تهدف إلى تحقيق توازن بين المساعدات الإنسانية والتنمية المستدامة. التركيز ينصب على تحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية، وضمان حماية عالية الجودة للاجئين والنازحين، مع العمل على تعزيز الفرص الاقتصادية والحلول الدائمة لهذه الفئات.
كما نشر التقرير تفاصيل دقيقة عن التوزيع الجغرافي للاجئين، حيث تستضيف أربيل أكبر عدد منهم بأكثر من 121 ألف شخص، تليها دهوك والسليمانية وبغداد. أما اللاجئون غير السوريين، فقد جاءوا من دول مثل إيران وتركيا والسودان، إلى جانب آخرين من دول متعددة.
هذه الإحصائيات، إلى جانب الجهود المستمرة للمفوضية، تسلط الضوء على الأعباء الإنسانية التي يواجهها العراق. كما تعكس الحاجة الماسة إلى دعم دولي مستمر لضمان استقرار هذه الفئات المهمشة وتمكينها من بناء مستقبل أفضل.
