في مشهد جديد يبرز عمق الفظائع التي شهدتها سوريا خلال العقود الماضية، عُثر على مقبرة جماعية في منطقة المشاريع بسهل الغاب في ريف حماة الغربي. الاكتشاف جاء على يد مزارعين أثناء عملهم في إحدى الأراضي الزراعية، حيث وُجدت رفات سبعة أشخاص مجهولي الهوية، بعضهم بملابس عسكرية. الضحايا قُتلوا في ظروف لا تزال غامضة، في إشارة إلى حقبة شهدت العديد من الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين والمقاتلين على حد سواء.
ويرفع هذا الاكتشاف الجديد عدد المقابر الجماعية التي وثقها المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ سقوط النظام السوري إلى عشر مقابر، تضم في مجموعها رفات 1,482 ضحية. هذه المواقع المروعة توزعت على مناطق عدة في سوريا، بما في ذلك درعا وريف دمشق وحمص، إلى جانب الموقع الجديد في حماة.
وفي حين أن تفاصيل هذه المقابر تختلف، إلا أنها تشترك في سرد قصة واحدة عن معاناة شعب وجد نفسه عالقًا بين عنف النظام وقمع الجماعات المسلحة والمتطرفة، المقبرة المكتشفة في حماة تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتحقيق العدالة وكشف الحقائق.
ودعا المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق دولي مستقل لتحديد هوية الضحايا ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، مؤكداً على أهمية ضمان عدم إفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب، مشددًا على أن العدالة والمساءلة هما السبيل الوحيد لبناء مستقبل أكثر إنسانية للشعب السوري.
اكتشاف المقابر الجماعية في سوريا ليس مجرد تسجيل لتاريخ مؤلم، بل هو دعوة للاستفاقة ومواجهة إرث الظلم والانتهاكات، مع السعي لتحقيق العدالة وضمان حق الضحايا وعائلاتهم في معرفة مصير أحبائهم.