باتت العمليات الإرهـ،ـابية التي ينفذها تنظيم د1عش وغيره من الجماعات المتطرفة تتعدى تأثيرها المادي على الأرض، لتصبح أدوات فعالة في معركة دعائية متواصلة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. وبينما تندب المدن المتضررة خسائرها البشرية والمادية، يتبنى أنصار التنظيم الإرهـ،ـابي هذه الهجمات كفرصة لتجنيد مزيد من الأفراد ونشر الفكر المتطرف.
الهجمات الأخيرة التي استهدفت مدينتي نيو أورلينز ولاس فيغاس الأمريكيتين خلال احتفالات رأس السنة، كشفت عن بعد إعلامي جديد للاستراتيجية الإرهـ،ـابية، حيث تصدرت الصور والشعارات المصاحبة للهجمات منصات مؤيدة لد1عش، محولةً الفضاء الرقمي إلى منابر لنشر رسائل الكراهية والتحريض.
وأظهرت تحقيقات أولية أن منفذي الهجمات الأخيرة كانوا متأثرين بالدعاية الإعلامية للتنظيم، التي تستهدف فئات معينة من الأفراد، خصوصًا ممن يعانون من أزمات نفسية واجتماعية. هذه الفئة تجد في الرسائل الإرهـ،ـابية خطابًا يُشعرها بالانتماء والقوة، وهو ما يدفعها لتنفيذ هجمات عشوائية.
وتؤدي منصات التواصل دورًا محوريًا في نشر رسائل التنظيم الإرهـ،ـابي، حيث يتم استغلال غياب الرقابة الفورية لتداول مواد دعائية تُشيد بالهجمات وتشجع على تكرارها. مثل هذه المنصات تُعتبر سلاحًا غير تقليدي يُستخدم لاستمرار حالة التوتر الأمني.
التغطية الإعلامية الواسعة التي تحصل عليها الهجمات الإرهـ،ـابية تعطي الجماعات المتطرفة فرصة ذهبية لتعزيز حضورها، حيث تُظهر التحليلات أن التنظيم يعتمد على هذه التغطية كوسيلة لإيصال رسائله إلى جمهور أوسع، وإلهام المتعاطفين معه لشن المزيد من الهجمات.
وتواجه الحكومات تحديًا مزدوجًا؛ يتمثل في منع وقوع الهجمات من جهة، والسيطرة على التأثير الإعلامي لهذه العمليات من جهة أخرى. أما وسائل الإعلام، فتجد نفسها أمام معضلة مهنية وأخلاقية تتعلق بكيفية تغطية الأحداث دون تعزيز الدعاية الإرهـ،ـابية.
وفي ظل هذا الواقع، تبرز الحاجة إلى تكثيف التعاون الدولي لمواجهة الإرهـ،ـاب على جميع المستويات، بما في ذلك الجوانب الإعلامية، لضمان الحد من تأثيره المتزايد في العصر الرقمي.