أخبارالإعلام الشيعيالعتبات والمزارات المقدسةالعراق

سامراء المقدسة تحتضن حشود الموالين في ذكرى شهادة الإمام علي الهادي (عليه السلام)

في ليلة يثقلها الحزن، اتشحت مدينة سامراء المقدسة بالسواد، وهي تستقبل سيولًا وجموعاً زاحفة من المؤمنين القادمين من شتى أنحاء العراق وخارجه لإحياء ذكرى استشهاد الإمام علي الهادي (عليه السلام). تلك المدينة التي تحتضن مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام)، إذ تحوّلت إلى ملاذ للقلوب المثقلة بالمصاب، حيث يعبّر الملايين عن مواساتهم للمولى صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) في مصاب جده المظلوم.


بين دموع العزاء وهتافات الولاء، شهد الطريق المؤدي إلى سامراء زحفًا بشريًا لا ينقطع. رجال ونساء وأطفال يسيرون حفاة، حاملين شوقهم ودموعهم ليشاركوا الإمام الغائب أحزانه، مستذكرين رحلة الألم التي خاضها الإمام الهادي (عليه السلام) في حياته، حتى انتهت بمظلوميته واستشهاده غريبًا مسمومًا.


وفي مشهد مهيب، امتلأت شوارع سامراء بالمواكب العزائية التي جاءت من كل حدب وصوب، حيث يتسابق خدام المواكب لتقديم الطعام والشراب للزائرين، بينما تعلو أصوات اللطميات الهتافات التي تعبر عن الحزن والولاء في آن واحد.


من جانبها، أعلنت الحكومة المحلية في محافظة صلاح الدين عن تنفيذ خطة أمنية وخدمية محكمة لضمان سلامة الزائرين، فقد تم إحكام جميع منافذ المحافظة، مع تشديد الإجراءات على المنافذ الزراعية لتأمين تدفق الزائرين دون عوائق، وفي السياق ذاته، تواصل الأجهزة الأمنية، بمشاركة القوات العسكرية بمختلف صنوفها، جهودها لحماية الزائرين وتوفير أجواء آمنة لإحياء الذكرى.


وفي قضاءي بلد والدجيل، مشهد آخر من الكرم والضيافة يتجلى في استقبال الأهالي للزوار في بيوتهم، تقليدٌ اجتماعي تفتخر به العشائر هناك، حيث تفتح الأبواب على مصراعيها لاستقبال الزائرين من محافظات العراق كافة، من البصرة جنوبًا إلى نينوى شمالًا، مرورًا بميسان، بابل، ديالى، وكركوك.
سامراء، هذه المدينة الحزينة، باتت اليوم وجهة للعاشقين الذين يحملون مواجع قلوبهم ليواسوا إمامهم المظلوم، وبين لهيب الشوق وحرقة الفراق، تظل سامراء منارة تستقطب أرواح المحبين، لتشهد مرة أخرى أن ذكر أهل البيت (عليهم السلام) لن يُمحى من القلوب، مهما طال الزمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى