أخبارالعالم الاسلامي

خطوة لتسهيل الوصول إلى النص المقدس.. ترجمة القرآن الكريم إلى لغة الإشارة في كردستان العراق

بهدف تمكين فئة الصم من فهم القرآن الكريم بشكل أفضل، قام رجل الدين والمدرس العراقي عز الدين حامد مصطفى المقيم في أربيل، بترجمة القرآن الكريم إلى لغة الإشارة، وهي تعد خطوة مهمة نحو تحقيق المساواة في الوصول إلى المعرفة الدينية.
وعلى مدار عامين من العمل المتواصل، أنجز عز الدين حامد ترجمة كاملة لآيات القرآن الكريم، الذي يضم 114 سورة، إلى لغة الإشارة. وقد تمت هذه الترجمة على شكل ثلاثة مجلدات، حيث يسعى عز الدين إلى تسهيل قراءة القرآن للطلاب من فئة الصم، الذين يواجهون تحديات في فهم النصوص الدينية باستخدام الحروف العربية التقليدية.
وعُرفت علاقة عز الدين حامد العميقة مع فئة الصم، حيث نشأ في أسرة تضم ثلاثة أفراد من الصم، ما دفعه للتركيز على تسهيل الوصول إلى القرآن الكريم لهذه الفئة. ويؤكد أنه كان يشعر بحزن شديد لأن الصم كانوا محرومين من فهم القرآن بطريقة ميسرة، إذ قال: “شعرت بأن الصم يُحرمون من قراءة القرآن وكان من الصعب تعليم القرآن الكريم للطلاب الصم باستخدام الحروف العربية، وبدون لغة الإشارة ليس من السهل عليهم أن يفهموا كلمات الكتاب المقدس”.
وقدّم عز الدين هذا المشروع في سياق عمله كمدرس في كردستان العراق، حيث يواصل تقديم خطب الجمعة بلغة الإشارة في المسجد الذي يرتاده، بهدف تمكين الصم من فهم الخطاب الديني. وقد لاقت الترجمة إشادة كبيرة من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان العراق، حيث قامت لجنة من علماء الدين المسلمين وممثلين عن فئة الصم بمراجعة الترجمة والتأكد من دقتها وملاءمتها.
ويأمل عز الدين حامد أن يستفيد المسلمون الصم في جميع أنحاء العالم من ترجمته، معبراً عن رغبته في أن تصل هذه الترجمة إلى أكبر عدد من الأشخاص، مؤكداً أنه مستعد لتوفير نسخ إضافية للمطابع، بشرط أن يتم ذلك دون تحقيق ربح.
وتعد هذه الترجمة إلى لغة الإشارة خطوة رائدة نحو شمول فئة الصم في المجتمع الديني، وتتيح لهم التفاعل المباشر مع القرآن الكريم، مما يعزز فهمهم وتواصلهم مع النص المقدس الذي يعد جزءاً أساسياً من حياتهم الروحية والدينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى