أخبارالعالم

مكتبة “فؤاد” في الصين: كنز من الكتب الإسلامية القديمة تحتفظ بتراث قرون

تُعد مكتبة “فؤاد”، الواقعة في العاصمة الصينية بكين، واحدة من أبرز المراكز الثقافية التي تحفظ تراث الإسلام في الصين، حيث تضم بين جنباتها مخطوطات وكتباً إسلامية نادرة تعود إلى قرون مضت. ومنذ أواخر عام 2014، بدأت جمعية “بكين” الإسلامية، وبدعم من هيئة الشؤون الدينية في المدينة، تنفيذ مشروع ضخم لتصنيف وحفظ ودراسة الكتب القديمة التي تحتويها المكتبة.
ضمن إطار هذا المشروع، أنشأت الجمعية فريق عمل متخصص يضم 10 باحثين شباب، جميعهم من ذوي الخبرة العالية في العلوم الدينية ومتقنين للغة العربية. وخلال عام ونصف، تمكن الفريق من إعداد فهرس شامل بعنوان “قائمة مجموعة كتب مكتبة فؤاد”، يوثق محتويات المكتبة ويوفر نظرة شاملة على هذا الإرث الثقافي الفريد.
تحتوي مكتبة “فؤاد” على مجموعة ضخمة من الكتب الإسلامية القديمة التي تشكل تراثًا فكريًا ودينيًا غنيًا. من أبرز محتويات المكتبة، توجد مخطوطات نادرة، من بينها نسخة قديمة من القرآن الكريم تعود إلى عهد أسرة يوان (1206-1368)، مما يجعلها واحدة من أندر النسخ القرآنية في الصين.
إلى جانب ذلك، تضم المكتبة مجموعة من المطبوعات القديمة التي تعود إلى فترات مختلفة من تاريخ الصين، وبشكل خاص إلى أسرتي مينغ وتشينغ (1368-1911). هذه الكتب تشمل مختلف العلوم الإسلامية، مثل تفسير القرآن الكريم، والحديث الشريف، وعلم العقيدة، بالإضافة إلى الفقه الإسلامي والدعوة والتربية الإسلامية. كما تحتوي المكتبة على كتب تاريخية إسلامية تتناول الشخصيات الإسلامية البارزة، والمجلات والصحف التي تبين تطور الفكر الإسلامي في الصين وحولها.
لا تقتصر المكتبة على الكتب المكتوبة باللغة العربية فقط، بل تشمل أيضاً مؤلفات إسلامية باللغات الفارسية والصينية، مما يعكس التنوع الثقافي بين مسلمي الصين وعلاقاتهم مع العالم الإسلامي على مر العصور.
إلى جانب احتوائها على الكتب والمراجع القادمة من الدول العربية، تسلط مكتبة “فؤاد” الضوء على الإرث الثقافي لمسلمي الصين، وتبرز دورهم في الحفاظ على تعاليم الإسلام ونقلها عبر الأجيال.
ويُعد هذا المشروع خطوةً رائدة في حماية التراث الإسلامي بالصين، حيث يتيح للباحثين والمهتمين فرصة الاطلاع على مخزون ثقافي غني يحمل في طياته مزيجاً من التاريخ الإسلامي والتقاليد الثقافية الصينية، ما يعزز من التفاهم الحضاري بين الشعوب.
وتواصل جمعية “بكين” الإسلامية جهودها لضمان صون هذا الإرث العظيم، مع تطلعها إلى مشاريع مستقبلية تعزز من فهم العالم لهذا الكنز الثمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى