أخبارأفريقيا

وول ستريت جورنال: إفريقيا تدخل عصرًا جديدًا من الحروب وسط غياب اهتمام عالمي

أكد تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال أن قارة إفريقيا تواجه تصاعدًا غير مسبوق في الصراعات المسلحة، حيث شهد العام الجاري وحده 28 نزاعًا في 16 دولة من بين 54 دولة في القارة، وفق بيانات جمعها معهد أبحاث السلام النرويجي وجامعة أوبسالا السويدية. ورغم هذا، فإن الأزمات الأبرز عالميًا، مثل الحرب في أوكرانيا والصراع في الشرق الأوسط، صرفت الأنظار عن هذه الأوضاع المتفاقمة في أفريقيا.
وتشتد حدة الصراعات القديمة في مناطق مثل شمال نيجيريا والصومال، فيما أدت التوترات بين النخب العسكرية إلى زعزعة استقرار دول كبرى مثل إثيوبيا والسودان. وعلى الجانب الآخر، أصبحت منطقة الساحل مركزًا للصراعات بين فروع تنظيم القـ،ـاعدة ود1عش، إلى جانب الحكومات العسكرية المتقلبة.
وبحسب التقرير، فإن الانقلابات العسكرية، خاصة في المستعمرات الفرنسية السابقة مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر، كانت الشرارة لنشوب الصراعات. في المقابل، تعاني دول مثل نيجيريا والكونغو من غياب السيطرة الحكومية على مساحات واسعة، ما أتاح المجال للصراعات على الموارد والنفوذ.
ويتعرض المدنيون في إفريقيا لاستهداف مباشر أكثر من أي مكان آخر في العالم، حيث تشير التقديرات إلى أن الحرب بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي أودت بحياة ما بين 162 و378 ألف مدني خلال عامين. كما ارتفعت معدلات النزوح الداخلي في القارة لتصل إلى نصف إجمالي النازحين عالميًا، مع نهاية 2023، حيث يقدر العدد بـ32.5 مليون نازح.
وفي شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، تعرضت 80% من النساء في مخيمات النزوح للاغتصاب، وفق تقارير محلية، ما يعكس فداحة الأوضاع الإنسانية في مناطق النزاعات.
ورغم الكوارث الإنسانية، لم تستقطب أزمات إفريقيا اهتمامًا يضاهي صراعات مثل حرب أوكرانيا أو الأزمة في غزة. ووفقًا لتحليل منظمة “وان كامبين”، فإن نصيب أفريقيا من مساعدات التنمية الدولية وصل إلى أدنى مستوياته منذ عام 2000.
التقرير يخلص إلى أن غياب التعاطف العالمي يُترجم بقلة الجهود السياسية والإغاثية لتخفيف معاناة الشعوب الأفريقية، في وقت تدخل فيه القارة عصرًا جديدًا من الحروب المتشابكة والمأساوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى