تواجه الطائفة الشيعية في سوريا أوضاعاً صعبة ومعقدة بعد سنوات من النزاع المسلح وتغير المشهد السياسي في البلاد، حيث اضطر العديد من أفرادها إلى النزوح خشية الانتقام الطائفي أو انعدام الأمن.
ومع سيطرة الفصائل المسلحة وتصاعد المخاوف من استهداف الأقليات، شهدت سوريا موجات نزوح كبيرة شملت الآلاف من الشيعة الذين لجأوا إلى الدول المجاورة، وعلى رأسها لبنان. ورغم تصريحات بعض الأطراف المسلحة بشأن حماية الأقليات، إلا أن الشهادات الواردة من اللاجئين تفيد باستمرار التهديدات التي دفعتهم لترك منازلهم والبحث عن ملاذ آمن.
ويشير المراقبون إلى أن انتهاء الحرب العسكرية في سوريا لا يعني بالضرورة انتهاء معاناة الأقليات، إذ لا تزال البلاد تعاني من أزمات اقتصادية وإنسانية خانقة. وتفيد تقارير دولية بأن الناتج المحلي الإجمالي لسوريا قد انخفض إلى النصف بين عامي 2010 و2020، بينما يعيش أكثر من 16 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
يضاف إلى ذلك التدمير الكبير للبنية التحتية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، فضلاً عن وجود أكثر من 12 مليون نازح داخلي وخارجي، ما يجعل العودة الطوعية للاجئين حلماً بعيد المنال لكثيرين، خاصة مع استمرار حالة عدم الاستقرار وانعدام الثقة في قدرة الأطراف المسيطرة على ضمان الأمن.
وفي هذا السياق، تبرز معاناة اللاجئين الشيعة السوريين كمثال على التداعيات المستمرة للأزمة السورية، حيث تتشابك المخاوف الطائفية مع الأوضاع الاقتصادية والإنسانية المتدهورة، لتجعل من رحلة البحث عن الأمان طريقاً طويلاً ومليئاً بالتحديات.