التراث الشيعي الهندي في خطر.. مشروع مترو يهدد معالم حيدر أباد التاريخية
تتصاعد المخاوف والاعتراضات في المدينة القديمة بـ “حيدر أباد” تزامناً مع بدء العمل على إقامة خط مترو جديد يمر بالقرب من معالم تاريخية بارزة للطائفة الشيعية، أبرزها حسينيات “بيبي كا علم”، و”عزا خانة زهراء”، و”دار الشفاء” والتي تحمل إرثًا تاريخيًا وروحيًا عميقًا قد تصبح ضحية للتطوير العمراني، ما أثار غضب سكان المنطقة ودفعهم إلى التحرك العاجل.
وفي إطار مواجهة هذه التطورات، فقد عُقد اجتماع كبير أواخر الأسبوع الماضي في مبنى “دار الشفاء”، حيث تجمع أكثر من (500) شخص من السكان والناشطين لمناقشة تداعيات المشروع، حيث أعرب المشاركون عن نيتهم التوجه إلى المحاكم لوقف تنفيذ المشروع، فيما أكّد رئيس منظمة “حماية العاشورخانات الحسينية”، العلّامة “آغا علمدار حسين”، إن “المشروع لا يهدد منازل مواطنينا فحسب، وإنما يُعرّض تراثنا التاريخي والروحي للخطر، وخصوصاً في ظل وجود حلول بديلة مثل تغيير مسار المترو باتجاه متحف (سالار جنغ) و(نايابول)، إلا أن السلطات مازالت ترفض الإنصات”.
هذا وتشكّل معالم مثل “بيبي كا علم” و”دار الشفاء” حجر الزاوية في التراث الثقافي والديني للمدينة القديمة، فهذه المباني، التي تعود إلى حقبة حكم مملكة غولكوندا (1518-1687)، ليست مجرد آثار، بل هي مراكز روحية ودينية تُقام فيها مراسم العزاء الحسيني السنوية والتي تجذب الآلاف من الزوار.
ولم تقتصر المخاوف على الجوانب التراثية فقط، إذ يخشى العديد من أصحاب الأعمال المحلية أن يتسبب المشروع في تدمير مصادر رزقهم، حيث صرّح أحد الحاضرين في الاجتماع، أن “هذا المشروع قد يؤدي إلى تعطيل التجمعات الدينية وإلحاق ضرر اقتصادي بأصحاب المحلات الذين يعتمدون على زوّار هذه المعالم”.
وعلى الرغم من الاعتراضات الواسعة، امتنعت سلطات مترو “حيدر آباد” عن التعليق على القضية، في المقابل، تتواصل الجهود لتوسيع شبكة المترو منذ بدء تشغيلها في عام 2017، حيث تمت إضافة خطوط جديدة بمرور الوقت، والتي كان آخرها موافقة رئيس وزراء إقليم “تيلانغانا” على إقامة ممرات المرحلة الثانية في أيلول 2024.