أخبارباكستان

بعد زمن من الصراع الدموي.. التوصل الى اتفاق سلام بين القبائل في مدينة كورام الباكستانية

في خطوة تُعد بارقة أمل في منطقة “كورام” الواقعة شمال غربي باكستان، أُعلن اليوم الأربعاء عن التوصل إلى اتفاق سلام بين القبائل السنية والشيعية في هذه المنطقة المتوترة، بعد جهود مبذولة من قبل شيوخ القبائل والسلطات المحلية، بعد أسابيع من الصراع الدموي الذي أسفر عن مقتل أكثر من (130) شخصًا في أقل من شهرين.
وبحسب تقرير نشرته شبكة “أسوشييتد بريس Associated Press” الإخبارية الدولية وترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، فإن الجهود المبذولة من قبل شيوخ القبائل والسلطات المحلية، قد أثمرت عن توقيع اتفاق سلام يهدف إلى تهدئة الأوضاع، حيث أعلن المتحدث باسم حكومة إقليم “خيبر بختونخوا” الحدودي، “محمد علي سيف”، أن الاتفاق يتضمن إعادة فتح الطرق المؤدية إلى “كورام” قريبًا، مما يعيد الحياة إلى طبيعتها في المنطقة.
ويقضي الاتفاق، بموافقة الطرفين على تفكيك مواقع التحصينات وتسليم أسلحتهم إلى الحكومة، كما تم التوافق على أن أي انتهاك للاتفاق سيواجه بإجراءات صارمة بمساعدة شيوخ القبائل الذين وقعوا على الاتفاق، والذين أعلنوا في بيان صحفي، أن الاتفاق يهدف إلى تحقيق سلام دائم في منطقة “كورام”.
وكانت الأزمة قد بدأت في (21) تشرين الثاني الماضي عندما تعرضت قافلة من المركبات لهجوم مسلح في كمين أسفر عن مقتل (52) شخصًا، معظمهم من المسلمين الشيعة، وعلى الرغم من أن الحادثة كانت في ظاهرها نزاعًا على الأراضي، إلا أنها فجّرت سلسلة من الهجمات الانتقامية بين المجموعات المتنافسة في المنطقة، حيث لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الأول.
هذا وقد أسفرت الاشتباكات المتواصلة في منطقة “كورام” المحاذية لأفغانستان عن تعميق الأزمة الإنسانية المتصاعدة أصلاً في المنطقة، حيث أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى إليها، مما تسبب في شح المواد الأساسية كالأدوية والغذاء والوقود، بالإضافة إلى تعطيل التعليم والأعمال التجارية، فيما أفادت مصادر محلية بأن نقص الأدوية قد أدى إلى وفاة (100) مريض، معظمهم من الأطفال.
وقد أوضح مراقبون للشأن الباكستاني، أنهم يُنظرون إلى هذا الاتفاق باعتباره فرصة لتجاوز الانقسامات الطائفية في هذه المنطقة المضطربة، وبالنظر لاستمرار الدعم المقدم من شيوخ القبائل والسلطات المحلية، يأمل السكان أن يمثل هذا الاتفاق بداية جديدة نحو الاستقرار والتنمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى