يواجه نهر الأمازون، أكبر نهر في العالم من حيث الحجم، تهديداً خطيراً بسبب أسوأ موجة جفاف تمر بها المنطقة منذ خمسين عاماً، ما يضع العديد من الدول الواقعة على ضفافه في مواجهة أزمة إنسانية غير مسبوقة. فقد أعلنت السلطات في كولومبيا والبرازيل حالة الطوارئ في مواجهة الجفاف الذي تسبب في انخفاض قياسي في مستويات المياه، مما أدى إلى شلل كامل في النقل النهري وتفاقم أزمة نقص المياه الصالحة للشرب.
وتشير التقارير إلى أن منسوب المياه في نهر الأمازون انخفض بنحو 2.5 متر عن المعدل الطبيعي، ما يهدد بإغلاق الموانئ وتشتيت المجتمعات المحلية التي تعتمد على الأنهار في تنقلاتها وحصولها على الغذاء والماء والخدمات الصحية الأساسية. وتقدر الدراسات أن الوضع قد يشهد أسوأ موجة جفاف منذ 40 عامًا في حال استمرت الظروف المناخية الحالية.
أكثر من 420 ألف طفل في كولومبيا والبرازيل وبيرو يعانون من آثار الجفاف، حيث توقفت العديد من المدارس والمراكز الصحية عن العمل بسبب صعوبة الوصول إليها بعد انخفاض مستويات المياه. في البرازيل، تم إغلاق أكثر من 1700 مدرسة، فيما أصبح الوصول إلى أكثر من 50 مركزًا صحيًا في منطقة لوريتو البيروفية شبه مستحيل.
منظمة اليونيسف أكدت أن هذه الأزمة البيئية لا تؤثر فقط على الوصول إلى الماء والطعام، بل تعرض حياة الأطفال للخطر، حيث تزايدت حالات الأمراض المعدية مثل الملاريا والإسهال وسوء التغذية الحاد، بينما تزايدت حالات تجنيد الأطفال من قبل الجماعات المسلحة.
وفي هذا السياق، طالبت اليونيسف بتخصيص 10 ملايين دولار لتلبية الاحتياجات الطارئة للمجتمعات المتضررة في المنطقة، مشيرة إلى ضرورة تعزيز القدرات المحلية في مواجهة هذه الكارثة المناخية التي تهدد بتدمير النظم البيئية للحياة البرية والإنسانية على حد سواء.
تستمر التحديات في التفاقم مع استمرار الجفاف وتأثيره المدمر على المجتمعات التي تعتمد على نهر الأمازون بشكل رئيسي للبقاء، مما يرفع من مستوى القلق بشأن مستقبل المنطقة وآثار هذا الجفاف على الأجيال القادمة.
