نشرت صحيفة انديان إكسبريس الهندية مقالاً تناولت فيه التداعيات الجيوسياسية لسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، واصفةً الحدث بأنه نقطة تحول كبرى في المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أن انهيار النظام جاء في 8 ديسمبر، بعد أقل من أسبوعين على بدء هجوم واسع النطاق شنته قوات المعارضة بقيادة “هيئة تحرير الشام”، التي تمكنت من السيطرة على مدن استراتيجية مثل حلب وحماة وحمص ودمشق خلال أيام معدودة.
وأوضحت الصحيفة أن غياب الدعم الروسي والإيراني عن الأسد كان السبب الرئيسي في هذا السقوط المفاجئ. فقد انشغلت روسيا بحربها المستمرة مع أوكرانيا، بينما تكبدت إيران خسائر متزايدة نتيجة استهداف وكلائها في لبنان واليمن وفلسطين من قبل خصومها الإقليميين، وخاصة إسرائـ،ـيل.
وأضافت انديان إكسبريس أن الولايات المتحدة لعبت دورًا رئيسيًا في التغيرات الأخيرة، حيث أشارت تقارير إلى تقديمها دعماً لوجستياً وعسكرياً لقوات المعارضة عبر تركيا. كما أثارت واشنطن الجدل بإعلانها عن اتصالات مباشرة مع قيادة هيئة تحرير الشام، التي كانت تُعتبر سابقًا منظمة إرهابية.
تركيا، من جهتها، استغلت الوضع لتعزيز نفوذها في شمال سوريا، حيث تسعى لإنشاء منطقة نفوذ آمنة على حدودها، في محاولة لتقويض الأكراد الذين تعتبرهم تهديدًا أمنيًا. أما إسرائـ،ـيل، فقد استفادت من انهيار النظام لضرب البنية التحتية العسكرية التي دعمتها إيران في سوريا، في خطوة اعتبرتها الصحيفة جزءًا من مساعيها لتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة.
وفي ختام مقالها، حذرت انديان إكسبريس من أن المرحلة المقبلة قد تشهد صراعات داخلية بين الفصائل السورية المختلفة، مع وجود تحديات تتعلق بتشكيل حكومة مستقرة قادرة على إدارة البلاد. كما أشارت إلى أن المشهد السوري لا يزال مفتوحًا على احتمالات متعددة، بما في ذلك تصاعد النفوذ الأمريكي والتركي في مواجهة تراجع الحضور الإيراني والروسي.
وتُذكّر الصحيفة بأن سقوط الأسد ليس مجرد نهاية لمرحلة من حكمه، بل بداية لتحولات عميقة في توازن القوى بالمنطقة، والتي ستتضح ملامحها في المستقبل القريب.
