أخبارالعالم

الحقائق تنهار أمام الأكاذيب.. هجوم ماغديبورغ يكشف الوجه الحقيقي للتلاعب الإعلامي!

في محاولة لاستغلال مأساة إنسانية وتحويلها إلى أداة لنشر الكراهية، قامت حسابات يمينية متطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي، بتشويه الحقائق حول الهجوم الأخير الذي استهدف تجمعاً لإحياء عيد الميلاد في ألمانيا.
عندما تم الإعلان عن أن اللاجئ السعودي الأصل، “طالب آل عبد المحسن”، كان منفذ الهجوم في مدينة “ماغديبورغ”، والذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة العشرات، سارعت الحسابات اليمينية لتصويره كـ “إرهـ،ـابي إسلامي” بهدف التلاعب الإعلامي الممنهج لإثارة الإسلاموفوبيا وتعزيز روايات سياسية تخدم أجندات إمبريالية، إلا أنه سرعان ما انهارت هذه السردية بعد الكشف عن أن “عبد المحسن” كان ملحداً يعلن صراحةً عن كراهيته للإسلام.
جاء هذا التطوّر عندما أظهر المهاجم المعتقل حالياً، ومن خلال في حسابه على منصة “X” المعروفة سابقاً بـ “تويتر”، تأييداً واضحاً لكل من إسرائـ،ـيل والسياسي الهولندي اليميني المتطرف “خيرت فيلدرز”، إلى جانب تفاعله الكبير مع حسابات معادية للإسلام مثل “راديو جنوة”، مما ينسف بالكامل الرواية الأولية عن كونه متطرفاً دينياً.
ورغم هذه الأدلة القاطعة، أصرّت شخصيات يمينية بارزة على وصف الهجوم كعمل إرهـ،ـابي إسلامي، حيث نشرت الناشطة المؤيدة للصـ،ـهيونية، “مارال سلمسي”، مقطع فيديو ادّعت فيه أن “عبد المحسن” كان متطرفاً شيعياً يمارس “التقية”، مستندة فقط إلى اسمه، في محاولة لتشويه صورة الإسلام الشيعي.
مزاعم “سلمسي”، التي حظيت بتضخيم واسع على منصة “X” بواسطة مالكها “إيلون ماسك”، حول أن المهاجم كان متورطًاً مع شبكات إسلامية متطرفة، وعلى الرغم من تناقض الأدلة مع هذه المزاعم، إلا أن الفيديو الذي نشرته هذه الناشطة، كان قد حصد أكثر من (37.8) مليون مشاهدة، مما أسهم في انتشار المعلومات المضللة.
هذا وقد أثارت ادعاءات “سلمسي” حول ممارسة “عبد المحسن” لـ “التقية”، نقاشاً واسعاً حول هذا المفهوم الإسلامي، فمن منطلق تاريخي، ظهر مفهوم “التقية” في الإسلام الشيعي كوسيلة لحماية الذات من الأخطار، فضلاً عن كونه لا يقتصر على الإسلام الشيعي بل يُعترف به أيضًا، وإن كان بدرجة أقل بروزًا، في الفكر الإسلامي السني تحت ظروف مشابهة، إلا أن هذا المفهوم قد تم تشويهه في الغرب كأداة لخداع المجتمعات التابعة للأديان الأخرى، بهدف ترسيخ حالة جهل وسوء فهم مقصود تجاه المسلمين.
وفي الإطار ذاته، فقد أقدم “إيلون ماسك” نفسه، على تضخيم الادعاءات الزائفة عبر حسابه الشخصي، قبل أن يقوم بحذف حساب المهاجم من منصة “X”، كما لعبت مواقع يمينية مثل “Visegrad24” دوراً كبيراً في نشر أخبار كاذبة، زاعمةً أن المهاجم هتف “الله أكبر” أثناء الهجوم، وهو ما ثبت عدم صحته بالمطلق.
وفي ظل هذا التلاعب، يبقى السؤال الأبرز هنا، هو كيف يمكن أن تستمر منصات التواصل الاجتماعي في السماح بنشر هذا الكم الهائل من المعلومات المضللة؟ ولماذا تتواطأ شخصيات وشبكات إعلامية كبرى في نشر الكراهية بدلاً من مواجهة الحقائق الراسخة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى