أخبارالعالم الاسلاميباكستان

بيان رسمي لشيعة باكستان: أطفال “باراتشينار” يموتون والحكومة تتجاهل المعاناة

في تطور يسلّط الضوء على الظلال القاتمة التي تحيط بمنطقة “باراتشينار” الباكستانية المضطربة، حذر كلٍ من “مجلس وحدة المسلمين” و”ائتلاف الجعفرية”، في مؤتمرات صحفية منفصلة مؤخراً، من أن أزمة إنسانية خطيرة تتكشف هناك، وإن المعاناة لا تقتصر على المسلمين الشيعة فحسب، وإنما تشمل جميع أتباع الديانات في المنطقة، وسط تجاهل حكومي مروع.
ودعا قادة المؤسستين الإسلاميتين الممثلتين لأتباع آل البيت الأطهار “عليهم السلام” في باكستان، الحكومتين الفيدرالية والإقليمية، إلى التدخل الفوري لحل الأزمة المتفاقمة، مطالبين إياهما بوضع حد للتعامل الطائفي مع سكان المنطقة، وبضرورة الكف عن استهداف المجتمع الشيعي كضحية لتصفية الحسابات السياسية.


وعلى هامش المؤتمر الصحفي الخاص بهذه المأساة، قال ممثل “مجلس وحدة المسلمين”، العلامة “صادق جعفري”، إن “قضية (باراتشينار) ليست مجرد مسألة طائفية، بل إن كياناً مناهضاً لباكستان هو من يشعل الفوضى لتحقيق أهداف خبيثة”، متهماً الحكومة الإقليمية بالمسؤولية المباشرة عن الفشل في إحلال السلام، إلى جانب مطالبته بمحاسبة رئيس وزراء إقليم “خيبر بختونخوا” على تقاعسه المستمر.
وأكّد “جعفري” في سياق بيانه، أن “إغلاق الطرق ونقص المنتجات البترولية والأساسية يكشف عن تواطؤ ضمني من الحكومة في معاناة السكان”، مضيفاً أن “عدم استجابة الأجهزة الأمنية وإغلاق الطرق يثيران شكوكاً حول تورط الحكومة في هذه الكارثة”.
هذا وقد أورد قادة المجلسين تفاصيل مروعة عن الحصار المفروض على المنطقة، حيث كان من نتائج نقص الغذاء والأدوية، وفاة أكثر من (50) طفلاً بريئاً، كما أشاروا إلى أن مجتمع السنة يعانون بدورهم من التداعيات الكارثية للحصار، مما يجعل الأزمة إنسانية بامتياز.
كما أعرب هؤلاء القادة عن قلقهم العميق من أن التعصب الطائفي الذي كان يدمر المجتمع الباكستاني لعقود قد وصل الآن إلى “كورام”، محذرين من أن المنطقة، التي كانت مسالمة تاريخياً، قد أصبحت الآن ساحة معركة مفتوحة لأجندات إرهابية أجنبية.
وفي الإطار ذاته، نُظّم اعتصام احتجاجي عند تقاطع “نماش” في مدينة “كراتشي” تضامناً مع الاحتجاج المستمر منذ أكثر من أُسبوع في “باراتشينار”، فيما أدان زعيم “ائتلاف الجعفرية”، العلامة السيد “رضا جعفر نقوي” في كلمة ألقاها في نادي الصحافة بـ “كراتشي”، ما وصفه بـ”التصعيد المتعمد للتوترات في باراتشينار”.

وقال “نقوي”، إن “العديد من الأطفال الأبرياء قد فقدوا حياتهم بسبب الحصار، بينما تقف الحكومة والمؤسسات موقف المتفرج”، محذراً من أن تجاهل الأزمة قد يؤدي إلى تهديد خطير للأمن القومي.
في رسائلهم الختامية، شدد ممثلي المجلسين، على أن الحل الوحيد لاستعادة السلام في المنطقة يكمن في التآخي والحوار، كما طالبوا باتخاذ تدابير فورية لضمان توفير الاحتياجات الأساسية لسكان “باراشينار” ووقف النزيف الإنساني المستمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى