كورام 2024.. عام مأساوي شهدته المنطقة بين دوامة العنف والجوع
شهدت منطقة “كورام” في باكستان عام 2024 سلسلة من الأحداث المأساوية التي دمّرت البنية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة، حيث تداخل العنف الطائفي مع الحصار الاقتصادي، ما أدى إلى مقتل المئات ونزوح الآلاف في ظل نقص حاد في الإمدادات الأساسية.
بدأت السنة بدماء عندما شن مسلحون مجهولون هجوماً ليلة رأس السنة على مركبتين، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص. تواصلت الهجمات في يناير/كانون الثاني بهجوم قرب جسر “سادا” أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم امرأة. وفي 23 من الشهر ذاته، تسببت ثلاثة انفجارات لألغام أرضية في إصابة خمسة أشخاص، بينهم طفلان.
شهد شهر فبراير تصعيداً إضافياً مع اشتباكات حول ملكية غابات، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. ورغم هدوء نسبي في مارس، اندلع العنف مجدداً في أبريل، حيث هاجم مسلحون مجهولون مركبات، وأسفر ذلك عن سقوط قتلى وجرحى، بينما قادت القبائل مظاهرات سلام نادرة في يونيو، مطالبة بإنهاء العنف.
ذروة التصعيد وقعت في يوليو عندما تحوّل نزاع قبلي حول الأراضي إلى اشتباكات عنيفة أودت بحياة 49 شخصاً وأصابت 226 آخرين. امتدت الاشتباكات إلى مناطق أخرى، ما أدى إلى إغلاق الطرق وتعليق الإنترنت. ورغم تدخل السلطات ووجهاء القبائل، استمر العنف، حيث بلغت خسائره ذروتها في سبتمبر عندما أودت نزاعات أخرى بحياة 44 شخصاً خلال تسعة أيام من المواجهات.
تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل كبير في أكتوبر عندما استهدف هجوم موكباً، مما أدى إلى مقتل 17 شخصاً، بينهم نساء وأطفال. تفاقمت الأزمة مع هجمات عنيفة في نوفمبر استهدفت قوافل مدنية، ما أسفر عن مقتل العشرات وتشريد مئات العائلات.
وعلى الرغم من جهود الحكومة وشيوخ القبائل لعقد اتفاقيات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والجثث، إلا أن الاشتباكات المتقطعة استمرت، ما دفع السلطات لاستخدام المروحيات لنقل الإمدادات الضرورية إلى المناطق المحاصرة.
يُعد عام 2024 من أسوأ الأعوام في تاريخ “كورام”، إذ خلف العنف الطائفي والحصار الإنساني معاناة عميقة للسكان. وبرغم الجهود لتحقيق السلام، تظل المنطقة بحاجة ماسة إلى حلول جذرية ومستدامة لإنهاء دوامة الصراعات واستعادة الاستقرار.