تشهد منطقة جزيرة أبا وسط السودان أزمة صحية متفاقمة، إذ ارتفعت حالات الإصابة بوباء الكوليرا إلى أكثر من 100 حالة وسط تراجع مستوى مياه النيل الأبيض وتلوث مصادر المياه. وأدى هذا التدهور إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، مع نقص الخدمات الطبية وتراكم النفايات بسبب النزاع المستمر منذ أكثر من عام.
وصرّح مسؤول في قطاع الصحة السودانية، الجمعة 27 ديسمبر/كانون الأول، بأن الكوليرا انتشرت بشكل واسع بين سكان الجزيرة، مما دفع أكثر من 20 ألف شخص للنزوح إلى مناطق أخرى بحثاً عن مأوى وغذاء ورعاية طبية. وأشار إلى أن الظروف الإنسانية تتدهور بسرعة، حيث أُنشئت مراكز عزل للمصابين بالإسهال المائي بعد فشل السكان في الحصول على مياه شرب نظيفة، مما ساهم في انتشار الأمراض بين مئات الأسر.
وترافق ذلك مع انخفاض منسوب مياه النيل الأبيض القادمة من خزان جبل أولياء لليوم الثاني على التوالي، ما أدى إلى تراجع مستوى الفيضانات في جزيرة أبا وعدد من القرى المجاورة.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة السودانية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تسجيل 1187 حالة وفاة نتيجة الكوليرا، مع أكثر من 43 ألف إصابة مؤكدة في جميع أنحاء البلاد. وأكد تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن النظام الصحي الهش في السودان بات مهدداً بشكل غير مسبوق، مع تصاعد تفشي الأمراض مثل حمى الضنك، الحصبة، والملاريا إلى جانب الكوليرا.
وتعود أسباب هذا الوضع الكارثي إلى النزاع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من عام ونصف، والذي أدى إلى تدمير واسع في البنية التحتية الصحية وخروج غالبية مستشفيات الخرطوم عن الخدمة، ما عمّق الأزمة الإنسانية والصحية في البلاد.