أخبارالعالم الاسلاميباكستان

اعتصام أهالي “باراتشينار” الباكستانية احتجاجًا على استهداف الشيعة وسط انعدام الأمن

نظم عدد كبير من المواطنين في مدينة “باراتشينار” الباكستانية اعتصامًا حاشدًا أمام نادي الصحافة، وذلك احتجاجًا على الانفلات الأمني المستمر والصمت الحكومي الواضح إزاء الاستهدافات المتكررة التي يتعرض لها المسلمون الشيعة في المدينة، والتي تقوم بها جماعات تكفيرية إرهابية.


وبحسب مصادر محلية فقد نصب المحتجون خيمة كبيرة في مكان الاعتصام، معبرين عن رفضهم المطلق للتجاهل الحكومي لما يحدث من عمليات استهداف وإرهـ،ـاب ضد الطائفة الشيعية في المنطقة. وأعلن منظمو الاعتصام أن هذه الاحتجاجات ستستمر حتى يتم القبض على الإرهـ،ـابيين المجرمين ومعاقبتهم وفقًا للقانون.


مدينة باراتشينار، التي تقع في منطقة “خيبر بختونخوا” شمال غرب باكستان، تشهد منذ فترة طويلة أعمال عنف طائفية متصاعدة، حيث كانت في البداية نزاعات قبلية على الأراضي بين القبائل، ولكنها سرعان ما تحولت إلى مواجهات طائفية دامية. وتعد هذه المنطقة من أكثر المناطق التي تشهد استهدافات متكررة للمسلمين الشيعة، في ظل وجود جماعات إرهـ،ـابية مسلحة تسعى لزرع الفتنة الطائفية وخلق حالة من انعدام الأمن.


وكان آخر هذه الاعتداءات استهدافًا لِقافلة كبيرة من الشيعة كانت متجهة إلى المنطقة، حيث اعترضتها جماعات مسلحة سنية أثناء مرورها، رغم وجود أفراد من الشرطة كانوا يرافقون القافلة. وقد تعرضت القافلة لإطلاق نار كثيف من قبل هذه الجماعات المسلحة، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 130 شخصًا من الشيعة وإصابة العديد من الآخرين بجروح خطيرة. هذا الحادث أشعل فتيل الاشتباكات مجددًا في المنطقة، مما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان المحليين وارتفاع المخاوف من تصاعد العنف.


الاحتجاجات في باراتشينار تأتي في وقت تعجز فيه الحكومة الباكستانية عن السيطرة على أعمال العنف المتزايدة في المنطقة، والتي تشمل الاعتداءات على المدنيين الشيعة والتهديدات المستمرة من الجماعات الإرهـ،ـابية التي تسعى لتفكيك النسيج الاجتماعي للمنطقة. ورغم وجود قوات أمنية، إلا أن الوضع لا يزال يتسم بالاضطراب، وتستمر الانتهاكات ضد الطائفة الشيعية دون تدخل فعال من السلطات المركزية.


ورغم أن هذه الحوادث تمثل جزءًا من العنف الطائفي الذي يعصف بالعديد من المناطق في باكستان، إلا أن تكرار استهداف الشيعة في باراتشينار أثار استياء كبيرًا بين الأهالي، الذين عبروا عن استنكارهم الشديد للصمت الحكومي إزاء هذه الجرائم. وقد شدد المحتجون في اعتصامهم على ضرورة اتخاذ خطوات جادة لحماية أرواح المدنيين ووقف جميع أشكال العنف الطائفي في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى