بدء انتشال رفات عشرات النساء والأطفال الأكراد من مقبرة جماعية في جنوب العراق
باشرت السلطات العراقية، أمس الجمعة، عمليات انتشال رفات ما لا يقل عن مئة امرأة وطفل أكراد من مقبرة جماعية كُشفت هذا الأسبوع في منطقة تل الشيخية بمحافظة المثنى جنوب العراق، وفق ما أفادت وكالة فرانس برس.
وتقع المقبرة على بعد 15 إلى 20 كيلومترًا من الطريق العام، وقد بدأت الفرق المتخصصة بفتحها منتصف ديسمبر الجاري بعد اكتشافها عام 2019. وتعدّ هذه ثاني مقبرة جماعية تُفتح في هذا الموقع، بحسب ضياء كريم، مدير دائرة المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء.
وأشار كريم إلى أن الرفات تعود لنساء وأطفال يرتدون الزي الكردي التقليدي، ويُعتقد أنهم من قضاء كلار بمحافظة السليمانية. وذكر أن أغلب الضحايا أُعدموا بطلقات في الرأس من مسافة قريبة، فيما دُفن البعض الآخر أحياءً، بناءً على عدم وجود إصابات بالرصاص على جماجمهم.
وتأتي هذه الجريمة في سياق حملة “الأنفال” التي نفذها النظام البعثي المقبور عام 1988، والتي صنفتها الأمم المتحدة كإبادة جماعية للأكراد. وأسفرت هذه الحملة عن اختفاء حوالي مئة ألف كردي ضمن ما يقدر بنحو 290 ألف شخص اختفوا قسرًا بين عامي 1968 و2003.
وقال أحمد قصي، رئيس فريق التنقيب عن المقابر الجماعية، إن تداخل الرفات في المقبرة يعقّد عمليات الانتشال، حيث وُجدت أمهات يحضن أطفالهن الرضّع.
وفي تطور متصل، أفادت فرق التنقيب عن اكتشاف مقبرة جماعية أخرى في منطقة قريبة من سجن نقرة السلمان، أحد المواقع سيئة السمعة التي كان النظام السابق يستخدمها لإخفاء معارضيه السياسيين.
وتجدر الإشارة إلى أن العراق اكتشف نحو 289 مقبرة جماعية منذ عام 2006، بعضها يعود لحقبة نظام صدام حسين، وأخرى مرتبطة بجرائم تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يُعتقد أنه ترك خلفه أكثر من 200 مقبرة جماعية تضم حوالي 12 ألف جثة.