أخبارالعالم الاسلاميسوريا

“حالات فردية” و”مقاتلون أجانب”.. تبريرات حكام سوريا الجدد للانتهاكات المتواصلة بحق الأقليات

اندلعت موجة غضب شعبي في سوريا متبوعةً بانتقادات دولية، إثر قيام ملثمين مسلحين باعتداءات على رموز دينية مقدسة وحرق شجرة عيد الميلاد في الساحة الرئيسية لبلدة “السقيلبية” ذات الأغلبية المسيحية، والواقعة قرب مدينة حماة.
هذه الحادثة التي وثقتها مقاطع فيديو انتشرت كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي محلياً ودولياً، أثارت استياءً واسعاً، حيث اعتبرها الكثيرون هجوماً على التعايش الديني في البلاد، وفي بيان مثير للجدل، زعمت جماعة “هيئة تحرير الشام” الإرهـ،ـابية، أن الأشخاص المتورطين في الحادثة هم “مقاتلون أجانب” كعادتها في تبرير الهجمات التي تعرضت لها مؤخراً، العديد من الطوائف والقوميات السورية.
ورغم التبرير الأخير، إلا أن الحادثة فجّرت موجة احتجاجات غير مسبوقة، ففي دمشق، تجمّع آلاف المتظاهرين في حي “باب توما”، مهددين في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، بالهجرة من البلاد إذا استمر المنع الحاصل بحقهم في ممارسة عباداتهم.
وتأتي هذه الحادثة في وقت حساس بالنسبة لسوريا، التي تحتضن مجموعة متنوعة من المكونات العرقية والدينية، بمن فيهم الأكراد، والأرمن، والآشوريون، والمسيحيون، والدروز، والعلويون، والمسلمون الشيعة، المحاطون بأغلبية سكّانية سنية، إلا أنه ومع سقوط نظام بشار الأسد قبل أسابيع بيد الفصائل المسلحة، تعيش البلاد، حالةً من الترقب إزاء مستقبل إدارة البلاد.
وتواجه “هيئة تحرير الشام”، أكبر اختبار لها في الوقت الراهن، وعلى الرغم من مزاعمها النأي بنفسها عن ماضيها المتطرف، إلا أن الحادثة الأخيرة وضعت التزاماتها المعلنة تجاه الأقليات الدينية، تحت المجهر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى