أخبارالعالم الاسلاميباكستان

عنف وحصار ووفيات تتصاعد.. “كورام” تحت رحمة السلاح والوعود الحكومية الفارغة

ألقت الجريمة التي شهدتها منطقة “كورام” الحدودية الباكستانية مؤخراً، والمتمثلة بإقدام مسلحين متطرفين على قطع رأسيّ شابين شيعيين والتمثيل بجثتيهما، بظلال قاتمة على جهود حكومة إقليم “خيبر بختونخوا” لتحقيق السلام في المنطقة، رغم إعلانها عن ما أسمته بـ “خارطة طريق” شاملة.
وتشمل خطة الحكومة التي نشرتها تقرير صحيفة “داون Dawn” اليومية الرسمية وترجمتها وكالة “أخبار الشيعة”، إنشاء قوة خاصة لتأمين الطرق، وحملة لنزع السلاح، ومحاسبة المحرضين على العنف عبر الإنترنت، وهو ما وصفته بعض الجهات الرقابية، بـ “مجرد كلمات لا تسد الرمق”، وأن التنفيذ الفعلي لهذه الإجراءات يتطلب التزاماً لا يتزعزع من الدولة.
إن منطقة “كورام”، التي تعاني من صراعات قبلية وطائفية منذ عقود، قد شهدت في الفترة الأخيرة، تفاقم الأوضاع بسبب المناخ الجيوسياسي الإقليمي، حيث اندلعت الجولة الأخيرة من العنف بعد هجوم إرهـ،ـابي على قافلة تقل عوائل شيعية مطلع الشهر الماضي، مما أودى بحياة أكثر من (130) شخصاً، كما تسبب الهجوم بإغلاق الطريق الرئيسي إلى “بيشاور” لأكثر من شهرين وبالتالي حصول نقص حاد في الإمدادات الحيوية، وخصوصاً الأدوية، وهو ما أسفر عن وفاة نحو (50) طفلًا بسبب غياب العلاج والمستلزمات الطبية الضرورية.
وعلى الرغم من أن الجهات الحكومية تصر على الادعاء أن أوضاع المنطقة تحت السيطرة، إلا أن المساعدات التي تم تقديمها حتى الآن، مثل نقل المرضى جويًا وإيصال الأدوية، ليست سوى حلول مؤقتة. حيث يكمن الحل الجذري في إعادة فتح الطرق الرئيسية وضمان أمان المسافرين بشكل دائم.
وضمن الإطار نفسه، فقد أشارت مصادر محلية، إلى امتلاك الجماعات المسلحة في “كورام”، ترسانةً من الأسلحة الثقيلة، حيث يُعد نزع هذه الأسلحة جزءاً لا يتجزأ من خارطة الطريق المعلنة، إلا أن هذا الإجراء يثير مخاوف القبائل من تعرضها لهجمات الجماعات الإرهـ،ـابية عبر الحدود الأفغانية أو المسلحين المحليين، مما يستدعي تقديم ضمانات أمنية صارمة للسكان المحليين من أجل إنجاح هذه الخطة.
وحتى هذه اللحظة، فقد فشلت الحكومات المتعاقبة والمؤسسة الأمنية في معالجة صراعات “كورام” بفعالية، فإذا كانت خارطة الطريق الجديدة تسعى فعلاً لتحقيق السلام، فيجب أن تُنفذ بحزم ودون تأخير، بهدف إنهاء معاناة سكان هذه المنطقة وإخراجهم من كابوس العنف القابض على أعناقهم لعدة عقود مضت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى