تقرير استقصائي: سوريا تشتعل من جديد إثر اشتباكات وأعمال انتقامية تهدد استقرار البلاد!
شهدت سوريا منذ يوم الأربعاء الماضي، تصاعداً مقلقاً في أعمال العنف والعنف المتبادل، منه ما شهدته بعض كبريات المدن من اندلاع لاشتباكات غير مسبوقة بين الجماعات الإرهـ،ـابية المسيطرة على البلاد، وبين مسلحين يعتقد أنهم من مؤيدي النظام السابق، ما أسفر عن مقتل ستة عناصر من عصابات “هيئة تحرير الشام” وإصابة آخرين، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
الاشتباكات، التي وقعت خلال محاولة لاعتقال مسؤول حكومي سابق، أبرزت حالة التوتر المتصاعد منذ سقوط حكومة بشار الأسد، حيث يواجه المسلحون المنتمون إلى “هيئة تحرير الشام”، اتهامات متزايدة بمحاولة فرض سيطرتهم باستخدام القوة ضد السكان المحليين رغم وعودهم المتكررة بإنشاء نظام تعددي.
وفي الوقت الذي وعد فيه هؤلاء المسلحون بتشكيل حكومة شاملة، تشير الأحداث إلى غياب رؤية واضحة لتقاسم السلطة، وهذا الغموض يزيد من حالة الاحتقان الداخلي، وخاصةً مع تزايد أعمال الانتقام ضد أتباع الأقليات الدينية والقومية، وخصوصاً الطائفة العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد، حيث شهدت سقوط عشرات القتلى من أتباعها منذ سقوط النظام السوري.
وعلى طول الساحل السوري وفي مدن مثل حمص وحماة، اشتعلت الاحتجاجات من قبل الطائفة العلوية للمطالبة بالإفراج عن جنود الجيش السوري السابق المعتقلين، ففي حمص، قُتل متظاهر وأصيب خمسة آخرون عندما قمعت “هيئة تحرير الشام” هذه الاحتجاجات بالقوة، ما دفع بقيادات الجماعة الإرهـ،ـابية إلى فرض حظر تجول ليلي بهدف احتواء الوضع.
وجاءت هذه الاحتجاجات في أعقاب انتشار فيديو صادم لجريمة إحراق مزار علوي، فعلى الرغم من ادعاء قيادات المسلحين، أن الفيديو قديم، إلا أنه أجج المشاعر الطائفية.
ويتساءل الكثيرون في ظل استمرار أعمال العنف وغياب خارطة طريق سياسية واضحة، عما إذا كانت هنالك مساعي حقيقية لإدارة المرحلة الانتقالية بسلام، أم أن سوريا ستكون على أعتاب فوضى جديدة أكبر من سابقاتها؟