وسط انتقادات حقوقية.. طالـ،ـبان تطلق حملة لمصادرة “الكتب المحظورة” في جوزجان
أعلنت حركة طالـ،ـبان عن حملة جديدة تهدف إلى مصادرة ما أسمته بـ”الكتب المحظورة” في مدينة شبرغان، مركز ولاية جوزجان شمالي أفغانستان، في خطوة قالت إنها تهدف إلى حماية القيم الإسلامية ومكافحة “المحتوى المضلل”.
وزعم بريالي أحمدي، رئيس قسم الإعلام والثقافة في ولاية جوزجان، أن هذه الخطوة تسعى لإزالة الكتب التي تتعارض مع تعاليم الإسلام والثقافة الأفغانية. وقال في تصريح رسمي: “نحن ملتزمون بحماية القيم الإسلامية والوعي الثقافي للمجتمع الأفغاني، ولن نسمح بتداول الكتب التي تروج للأفكار غير المتوافقة مع ديننا وهويتنا”.
وأكد أحمدي أن الحملة ستستمر خلال الأيام المقبلة لتشمل كافة المكتبات والمراكز الثقافية في الولاية. وأضاف أن الكتب المصادرة سيتم تصنيفها ضمن قائمة المنشورات “المخالفة للقيم الإسلامية والثقافية”.
تأتي هذه الخطوة وسط تقارير متزايدة عن مصادرة الكتب من المكتبات والجامعات في مختلف أنحاء أفغانستان، مما أثار قلقًا واسعًا بين النشطاء والحقوقيين.
واعتبر منتقدو هذه الحملة أنها تعكس سياسة طالـ،ـبان في قمع الأفكار المعارضة وتشديد السيطرة على الخطاب الثقافي والفكري. وأشاروا إلى أن الحركة تسعى لإلغاء التنوع الفكري وتقييد حرية التعبير.
وفي مواجهة هذه الحملة، أطلق نشطاء ومراقبون أفغان مبادرة بعنوان “ضد حرق الكتب”، بقيادة الكاتبة والأكاديمية حُميرا قادري وشقيقها خالد قادري. تهدف المبادرة إلى مواجهة قيود طالـ،ـبان عبر تنظيم قراءات عامة للكتب في المدن والقرى الأفغانية وأماكن تجمع الشتات الأفغاني، كنوع من التحدي والاحتجاج.
وفي تصريحات لها، قالت حُميرا قادري إن طالـ،ـبان فرضت رقابة مشددة على آلاف الكتب، ووصفت مئات العناوين بأنها “غير مرغوبة”، خاصة في ولاية هرات، حيث حظرت الحركة وصول الجمهور إليها.
أعربت منظمات حقوقية ومراقبون عن قلقهم إزاء القيود المتزايدة التي تفرضها طالـ،ـبان على الأدب والتعليم، محذرين من التأثيرات السلبية طويلة الأمد على المجتمع الأفغاني.
وقالت منظمات حقوق الإنسان إن تقييد الوصول إلى المعرفة يعكس سياسة الإقصاء التي تتبعها طالـ،ـبان، مشيرة إلى أن هذه الممارسات قد تؤدي إلى تراجع ثقافي وتعليمي في البلاد.
ويواجه المجتمع الأفغاني تحديات متزايدة في الحفاظ على هويته الثقافية والفكرية، بينما تواصل طالـ،ـبان فرض سياسات مشددة تُقيد الحريات الثقافية والتعليمية.