أخبارالعالم الاسلامي

في اليوم الدولي للغة العربية.. احتفاء عالمي بلغة الوحي القرآني والهوية الإسلامية

نشرت شبكة “أي بي سي ABC” الإخبارية الأسترالية، مقالاً افتتاحياً أشادت من خلاله بعظمة وأصالة اللغة العربية بمناسبة حلول ذكرى اليوم الدولي للغة العربية والمصادف في الثامن عشر من كانون الأول من كل عام.
وقالت الشبكة في مقالها الذي ترجمت مضامينه “وكالة أخبار الشيعة”، إن “هذه الذكرى السنوية توافق اعتمادها لغة الضاد كلغة رسمية في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن منذ عام 1982″، مؤكدةً إن “اللغة العربية ليست مجرد وسيلةً للتواصل بين الناطقين بها، وإنما هي روح حية تعكس الوحي الإلهي في الإسلام، وتُشكل صلة روحية تجمع المسلمين من مختلف أنحاء العالم”.
وأضاف المقال أنه “مع كل صلاة يومية يؤديها المسلمون، تنساب الكلمات العربية على شفاههم، بغضَ النظر عن لغاتهم الأم، وهو ما يتجاوز حدود الاختيار الثقافي، الى ما هو أقرب ما يكون الى تصميم روحي يعكس جوهر الإيمان الإسلامي، فالقرآن الكريم، الذي أُنزل بالعربية في القرن السابع الميلادي، يُعد الكتاب المقدس الذي يحوي كلمات الله الحرفية، مما ميّزه بجمال شعري يتفوق على أبرز الأعمال الأدبية الجاهلية كـ (المعلقات)، ما يجعل من العربية لغة لا نظير لها في قدرتها على التعبير”.
وشدد كاتب المقال، الاكاديمي في الدراسات العربية والإسلامية بجامعة “ديكين” الأسترالية المرموقة، “زهير قبسي”، أن “اللغة العربية ليست مجرد لغة الصلاة في الإسلام، بل هي ركيزة اللاهوت الإسلامي وجزء من الهوية الثقافية. فهي توحد المسلمين عالمياً، من إندونيسيا إلى نيجيريا عبر لغة مقدسة مشتركة، كما تُعتبر بمثابة الحمض النووي الروحي الذي يربط المسلمين عبر القرون، مما يمنحها قوة تفوق حدود الجغرافيا”، مشيراً إلى أن “العربية تُعزز الفهم الثقافي عبر الاستمتاع بشعر المتنبي، أو فلسفة ابن رشد، أو التاريخ الخالد في (مقدمة) ابن خلدون، وهي أعمال خالدة تُظهر عمق اللغة وقدرتها على التعبير عن أفكار إنسانية عالمية”.
وتابع “قبسي” أن “اللغة العربية تفخر بامتلاكها لأكثر من (12) مليون كلمة في قاموسها، مقارنةً بـ (600,000) كلمة فقط في الإنكليزية، وأعداداً أقل في قواميس اللغات الأوروبية الأخرى، وهي ثروة لغوية تتيح للعربية، القدرة على الاشتقاق والتكيف مع التغيرات المعرفية، فضلاً عن أن ترجمة الأعمال العربية تفقدها الكثير من معانيها الأصلية، مما يُبرز أهمية تعلم اللغة لفهم النصوص في سياقها الأصلي”.
واستدرك الكاتب، أنه “على الرغم من مكانتها هذه، فقد واجهت اللغة العربية تحديات عدة، بدءاً من الاستعمار الفرنسي في شمال إفريقيا الذي حاول إحلال الفرنسية مكانها، وصولًا إلى تراجع استخدامها في التعليم لصالح الإنكليزية والفرنسية، فهذه التحديات أسهمت في إضعاف التعليم في العالم العربي”، مستشهداً بما ذكره الباحث اللغوي “مختار الغوث”، بالقول إنه “إذا أتقنّا اللغة العربية وفهمناها، فسنجد بيننا مبدعين وعلماء قادرين على الإضافة للغة والتراث”.
واختتمت الشبكة الأسترالية الرسمية مقالها بالتذكير، أن اللغة العربية تقف اليوم عند مفترق طرق مصيري، فرغم ضغوط العولمة وتأثير المناهج الاستعمارية الجديدة، إلا أن دورها المقدس وثراءها الثقافي يجعلها قادرة على الاستمرار والتكيف، جاعلةً من التحدي الأبرز أمام الأجيال القادمة هو إبقاء هذه اللغة حيةً وتكريم إرثها التاريخي العريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى