أخبارالعالم

“ماغديبورغ” يشعل عاصفة الجدل العربي.. جريمة تهز العالم وتكشف عن أزمات متراكمة!

أثار الهجوم الدامي على سوق عيد الميلاد في مدينة “ماغديبورغ” الألمانية عاصفة من التفاعلات والجدل على وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وسط موجة من الادعاءات غير المؤكدة والانقسامات الحادة.
وبالتزامن مع وقوع الحادث، سارعت دول عربية، مثل السعودية وقطر، إلى إدانة الهجوم الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من (200) آخرين، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي، كانت قد تحوّلت الى ساحة لنقاشات عاصفة حول كيفية تغطية الإعلام الغربي للحادث، حيث انتقد الكثيرون ما اعتبروه تجاهلاً نسبياً لتفاصيله مقارنةً بحوادث أخرى.
هذا وقد تركزت العديد من المناقشات حول الخلفية الدينية للمهاجم الذي تحوّل من الإسلام الى الإلحاد، فوفقاً لمنشورات على منصة (أكس)، فقد تم تداول صور من حسابه تشير إلى تحولاته الفكرية، حيث رأى بعض المستخدمين في ذلك سبباً لتجاهل الإعلام الغربي للجريمة، مقارنةً بما يحدث في حوادث يُتهم فيها مسلمين.
وأفادت تقارير صحفية ألمانية أن المتهم “طالب آل عبد المحسن”، كان معارضاً للنظام السعودي، وأن الرياض سحبت جنسيته سابقاً، فيما حاولت أطراف مختلفة استغلال الحادث لتصفية حسابات سياسية وطائفية، حيث ربط البعض المهاجم بإيران، مدعين أنه يحمل إيديولوجية مقربة من طهران بسبب أصوله العائدة الى مدينة “القطيف” ذات الأغلبية الشيعية وهو ما نفاه المتهم نفسه في وقت سابق للهجوم، بينما روّج آخرون لادعاءات بوجود صلات بين المهاجم والنظام السوري، معتبرين أن الحادث محاولة للانتقام من ألمانيا لدعمها للفصائل السورية المسلحة.
وفي إطار متصل، تناول خصوم السعودية، هذا الهجوم على أنه دليل على خلل داخلي في مواجهة المعارضة السياسية للمملكة، حيث دعا البعض إلى فرض قيود على الجوازات السعودية، فيما ربط أنصار القضية الكردية، الهجوم بموقف ألمانيا من الأكراد السوريين ودعوتها لهم إلى التفاوض مع النظام السوري الجديد، بينما زعم آخرون أن المهاجم كان من مؤيدي حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية، مما أضاف مزيداً من التعقيد إلى المشهد.
وعلى الرغم من إعلان السلطات الألمانية أن الحادث كان عملاً فردياً، إلا أن محاولات ربطه بخلفيات طائفية وسياسية تعكس مستويات عالية من الاستقطاب في العالم العربي، الذي يعاني أصلًا من أزمات متراكمة، إلا أن المؤكد في نهاية المطاف أن هجوم “ماغديبورغ” يبقى مثالًاً حياً على كيفية تحوّل الحوادث الفردية، إلى كرة نار تتقاذفها الأطراف المتصارعة في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى